واصل الناخبون في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد أمس الثلاثاء الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المحسومة سلفا لصالح الرئيس بشار الأسد، والتي ندد بها المجتمع الدولي والمعارضة ودول غربية داعمة لها والأمم المتحدة.
وفتحت مراكز الاقتراع الساعة السابعة بالتوقيت المحلي ، على أن تبقى مفتوحة حتى الساعة السابعة مساء .
وأفاد صحافيو ومصورو وكالة فرانس برس في دمشق وحمص أن الناخبين يتوافدون إلى مراكز الاقتراع بكثافة، في حين ينقل التلفزيون التابع للنظام صورا لمراكز الاقتراع من مناطق عدة بينها ريف دمشق والقنيطرة (جنوب) ومدينتي ادلب (شمال غرب) ودير الزور (شرق) وغيرها، يؤكد فيها الناخبون ولاءهم للأسد وحماسهم للمشاركة في «العرس الوطني».
ودعي إلى الاقتراع، بحسب وزارة الداخلية السورية، 15 مليون ناخب يتوزعون على أكثر من تسعة آلاف مركز اقتراع تقع في المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي يعيش فيها، بحسب خبراء، 60 % من السكان. نظريا، هي الانتخابات التعددية الأولى في سوريا منذ نصف قرن، تاريخ وصول حزب البعث إلى الحكم.
وقد تعاقب على رأس السلطة منذ مطلع السبعينات حافظ الأسد ومن بعده نجله بشار عبر استفتاءات شعبية يشك في مصداقيتها أن نسبة التأييد فيها باستمرار تتجاوز 97 %.
وتجري الانتخابات بموجب قانون يقفل الباب عمليا على ترشح أي معارض مقيم في الخارج، إذ ينص على ضرورة أن يكون المرشح مقيما في سوريا خلال السنوات العشر الأخيرة.
ويخوض الانتخابات في مواجهة الأسد كل من عضو مجلس الشعب ماهر الحجار والعضو السابق في المجلس حسان النوري اللذين تجنبا في حملتيهما الانتخابيتين التعرض لشخص الرئيس أو أدائه السياسي، مكتفيين بالحديث عن أخطاء في الأداء الاقتصادي والإداري والفساد.
من جهته أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن من جهته نقلا عن مندوبيه في مناطق مختلفة من سوريا، أن عناصر من الأمن السوري «يجبرون المواطنين على إقفال محالهم التجارية وتعليق صور لبشار الأسد عليها»، مشيرا إلى أن الناخبين «مضطرون للإدلاء بأصواتهم تحت طائلة التعرض للاعتقال أو تحت وطأة الخوف من النظام».
وأصدرت لجان التنسيق المحلية المعارضة الناشطة على الأرض بيانا الثلاثاء دانت فيه «من يؤيد هذا التصويت وسيشارك فيه طوعاً»، معتبرة أنه «شريك للعصابة في ارتكاب الفظاعات».
وناشدت «أبناء شعبنا المقيمين في المناطق المحتلة المغلوبين على أمرهم في قبضة الزمرة الأسدية وجنودها، مقاطعة هذه الانتخابات والنأي بأنفسهم بأيّة طريقة متاحة عن هذا الفعل الآثم بحق مئات آلاف الأرواح التي أزهقتها عصابة بشار الأسد ومن معه من مجرمين».
وجددت وصف الانتخابات بـ «الهزلية»، ورفضت «كل ما يصدر عن هذه الانتخابات المزعومة من نتائج»، معتبرة إياها «مجرد عملية ورقية يبايع فيها القتلة قائدهم لمواصلة القتل».
وتواكب الانتخابات التي وصفتها المعارضة والدول الداعمة لها بـ«المهزلة» و«المسرحية»، حملة في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ترفض ما سمته «انتخابات الدم» التي تجري على دماء المواطنين وتهدف إلى منح شرعية لنظام يستهدف المدنيين، بحسب ناشطين. ودعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا الاثنين إلى «ملازمة منازلهم» و«عدم النزول بأرجلهم إلى حمامات الدم والعار التي تريدها عصابة الأسد»، محذرا من «سلسلة تفجيرات وقصف على التجمعات ومراكز ما يسمى الاقتراع»، قال إن النظام يعد لها. وكان الجيش الحر دعا قبل أيام إلى مقاطعة الانتخابات.
وتتزامن الانتخابات مع تصعيد عسكري على الأرض، لاسيما في حلب (شمال) حيث تستمر حملة القصف الجوي التي يقوم بها النظام منذ أشهر حاصدة يوميا مزيدا من القتلى، بالإضافة إلى معارك عنيفة في ريف دمشق وريف حماة (وسط) وريف ادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب). وأفاد المرصد السوري الثلاثاء عن تساقط قذائف متفرقة على أحياء عدة في دمشق مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة.