وأنا أودع أرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية بعد أن أمضيت فيها ثلاثةً وثلاثين عاما كانت جميلةً ومثمرةً, كان لزاماً علي أن أشكر أهل المملكة قيادةً وشعباً على الفترة الجميلة التي أمضيتها بينهم، حيث يجد الإنسان في هذه البلاد الأمن والأمان والمعيشة الكريمة, كيف لا وقيادتها الرشيدة تقودها بحكمة واقتدار وهي التي صانت هذه البلاد وحفظتها من كل الحاقدين والمتآمرين والحاسدين وما عليكم يا أهل المملكة سوى النظر حواليكم لمعرفة الدمار الذي ألحقته القيادات الطائشة ببلادها.. فطوال فترة إقامتي في المملكة لم أشعر بالغربة فكنت في بلدي من خلال تعامل أهل المملكة غير المستغرب مع كل مقيم في هذا البلد العظيم الذي أودعه الآن وأشعر بألم الوداع والفراق بعد أكثر من ثلاثة عقود.
القيادة الرشيدة السعودية وولاة الأمر التي أنشأت المرافق الضخمة من مطارات ومستشفيات وجامعات وطرق حتى أضحت المملكة العربية السعودية من مصاف الدول المتقدمة في العالم، وأصبحت ملجأً وملاذاً للكثير من شعوب العالم. وكيف لي أن أنسى الإنجازات الضخمة والفخمة في الحرمين الشريفين في مكة والمدينة وذلك لراحة الحجاج والمعتمرين من كل بقاع الأرض التي يقصدونها سنويا لأداء الفرائض الدينية.
أما الشعب السعودي أحفاد رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وحمزة وكل السلف الكريم رضوان الله عليهم أجمعين.
الشعب الذي كان على عاتقه نشر الدعوة الإسلامية حتى وصلت إلى الصين ومجاهل أفريقيا, قدّم من خلالها الآلاف من الدعاة والشهداء ولا يزال الشعب الذي إذا كنت جديراً بثقته يأتمنك على ماله وأعماله وأولاده.
ما كتبت هذه الأسطر وأنا أودع المملكة العربية السعودية البلد الغالي على قلبي إلا شكراً وعرفاناً لكل مسؤول في البلاد ولأهل المملكة متمنياً للمملكة ولكل الشعوب الإسلامية كل الخير والاستقرار.