بعد الإعلان عن إلقاء القبض على أعضاء تنظيم داعش في المملكة أصبح لزاما علينا في المرحلة الحالية أن نضع المحددات العامة التي علينا الالتزام بها كشعب سعودي خاصة وكمقيمين على أرض المملكة عامة, الخطورة في الأمر الآن في أننا نتحدث عن تنظيم له أمير وليس عن خلية إرهابية, اليوم نحن أمام حرب حقيقية قد بدأت وتم نقلها الى داخل المملكة, كنا ومازلنا نؤكد على أن خط الدفاع الأول الذي يؤمن لنا رعاية الله سبحانه وتعالى هو تكاتفنا وتلاحمنا الوطني الداخلي والتفافنا حول قيادتنا الرشيدة ورموزنا الوطنية, بدأت عملية انتقالهم في مستوى العداء لنا الى مرحلة متقدمة هم معتادون عليها ومنظمون جيدا فيها.
علينا أن نؤمن أنهم ليسوا أغبياء وليسوا سذجا وأن وراءهم من وراءهم ممن يخططون لهم ويمولونهم ويدعمونهم, أتحدث بلغة الخائف وليس بلغة الجبان, الخوف والاحتراس والاستعداد امور مهمة وضرورية, والثقة المطلقة بأجهزتنا الامنية وقدرتها على خوض غمار هذه الحرب والانتصار بها ان شاء الله, لكن هذه المسؤولية لا تقع على عاتق الداخلية وحدها بل كلنا شركاء فيها ونتحملها.
من الـ58 سعودي الملقى عليهم القبض هناك 35 أساسا هم من الذين تم إطلاق سراحهم ويجلسون للقضاء على قضايا أمنية سابقة وان إطلاق سراحهم من أساسه غير جائز في ظل الظروف التي نمر فيها, ماذا عن الـ33 الآخرين الجدد في التنظيم وفي الخلفيات الامنية, هذه الأسئلة لا أطرحها لأنتظر جوابا بل أطرحها لنقدم فعلا ونتخذ مبادرات, هؤلاء كانوا قبل إلقاء القبض عليهم يعيشون بيننا ويأكلون معنا, كيف وصل بهم الحال الى ما هم عليه.
الخطورة الآن تكمن في مجال آخر وهو ان التنظيمات الارهابية ستصنع من هؤلاء المجرمين أبطالا وتقدمهم على انهم كذلك, لنا ان نبحث اليوم كم يوتيوب نشر عنهم إنهم مجاهدون أبطال, هذه الفئة الضالة لا يلعبون ولا يمزحون، بل يعملون بكل جد وسعي لتحقيق مآربهم الخبيثة, أين دور إعلامنا الفكري الذي يكشف زيفهم وحقيقتهم الضالة, وهل نحن مؤهلون مستعدون لمواجهة أساليبهم أساسا, إن اتباع السياسات التقليدية في محاربة هؤلاء غير التقليديين في حرب غير تقليدية لا يمكن ان تنفع, يجب ايضا ان نتبع اسلوبا غير تقليدي, الأهم والأخطر هو في هؤلاء الذين سيتبعونهم ويحذون حذوهم.
لن تكفي الدورس الدينية والمحاضرات القيمة ولا الكتب الارشادية ولا المجلات التوعوية, هذه امور لم ولن تفلح, ان كنا نريد ان نحاربهم وننتصر عليهم فعلينا بكل اختصار ان نحاربهم بنفس العقلية التي يمتلكونها, هذه حرب وكل شيء فيها مشروع والوطن اولا وأخيراً, علينا إعداد قواتنا الفكرية المواجهة لهم والتي لديها نفس طريقة التفكير وأسلوب الرد, مليون فتوى تحرم فكرهم لن تجدي نفعا إن كانوا اساسا قد تمكنوا من التشكيك في مصدري هذه الفتاوي من المشايخ والعلماء, وهذه الحرب الفكرية حرب مفتوحة غير محصورة في الداخل بل ايضا في مواطنهم, هم يريدون نقل المعركة الى ارضنا, اذا يجب ان ننقل المعركة الى ارضهم, عليهم ان يستشعروا الخوف في أوكارهم وسراديبهم, فلنضربهم بكل الاسلحة الحديدية والمعنوية في منابعهم قبل الوصول الينا, ولنستعد جيدا ونبدأ في التعامل مع الموقف على أننا في حالة حرب وهذه الحرب ليست سهلة وليس بالجيوش نواجهها، بل بتحصين شبابنا أولاً بالفكر الصحيح والسليم.