مع تقارب الأمم لبعضها البعض عبر «التكونولوجيا» فُتح الباب للكثير من الثقافات أن تَلِجَ إلينا لتُزاحم قيمنا وعاداتنا فقبل البعض بها وأذِن لها أن تُمازجَ ثقافته وَ رضيَ البعض الآخر أن ينسلخ من أصالته ويلبسها!..
وحافظ الكثيرون بحمد الله على رسوخهم ثابتين في وجهِ كل لافحة غريبة تتنافى مع شريعتنا السمحة!..
هذه المعركة ضدّ الفكر الوافد هي حربٌ صادقة من المخلصين لعروبتهم ودينهم تؤججها القلوب المُشبعة بالانتماء لوطنهم وَ دينهم!..
إننا حين نرى عُريّ بعض شبابنا من ثياب حضارتنا وَفرطَ دهشتهم بما عند الأمم المجاورة نغتمُّ لحال الجيل القادم وَ نهتمُ بغرس قيمنا بنفوسهم لنجنيَ جيلا يعتزُ بحضارته ويعتدُّ بها ، ويحارب كل دخيل لانفع فيه!..
وحتى نحقق هذه المُعادلة وَجبَ علينا جماعةً وأفراداً أن نُعزز من قيمة تاريخنا المشرق وتأثيره على خارطة العالم بدءًا بالاعتزاز باللغة العربية واعتماد التأريخ الهجري والافتخار بالعلماء المسلمين الذين قدّموا للعالم اكتشافات مازال الغرب يعزو إليها كثيراً من الاكتشافات الحديثة حتى هذه الساعة مع تسليط الضوء على رموز المسلمين المعاصرين الذين أبدعوا بمجالات شتى ووصلت ابتكاراتهم أنحاء العالم.
فقد نكون بذلك حاولنا الاحتفاظ بـ هُويتنا الإسلامية وكُنّا كَسياج متين لحمايتها من لواقح الثقافات سيئة المتعتقد.
وهذا الموضوع الشيّق تناولتهُ «مجموعة إيراق» في مؤسسة مكة المكرمة الخيرية بحي الروابي، في ملتقى «رُباعيّة الهُويّة»
والذي يحكي عن أعمدة هُويتنا الأربع «التاريخ، اللغة، العقيدة، المظهر»..
وقد أثرى هذا الملتقى الأستاذات المباركات (د. أفراح الحميضي، أ. نادية الكليبي، أ. رانيا الشامخ، أ. إيمان المهداوي، أ. رغدة كردي) اللاتي أغدقنَ بأفضل ما لديهن من الأحاديث التي يحتاجها هذا الجيل عن هُويتهم وثقافتهم الإسلامية.
وما مضى من سُطور هو خُلاصة ما قدّمته الأخوات الغاليات في الملتقى.
هذهِ اللفتة الجميلة من مجموعة إيراق النابضة بقلب الشباب تستحق الإشادة والاحتفاء.