إن المتأمل في الجهد العظيم الذي بذلته وتبذله وزارة الداخلية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف -حفظه الله- ليستنتج قليلاً من كثير، ومن ذلك:
1- إن الله يدافع عن عباده المؤمنين ومصداق ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} (38) سورة الحج، فلقد تجلت حماية الله لهذه البلاد ورعاية أمنها في ظل تكالب الأعداء في الداخل والخارج وما ذاك إلا لأنها نهجت القرآن دستوراً لها، وطبقت الشريعة، ورفع صوت الحق من مآذنها، قال سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ} (41) سورة الحج، فكان التمكين في الأرض بالنصر على العدو، فهو وعد من ربنا سبحانه وتعالى لعباده الذين أمنوا وعملوا الصالحات أن يستخلفهم الله في الأرض، ولذلك فإن الفضل لله سبحانه وتعالى من قديم أو حديث.
2- إن المتبين في جهد وزارة الداخلية في رصد التنظيم الإرهابي والقبض على اثنين وستين إرهابياً من بينهم ثلاثة مقيمين، ليعلم علم اليقين الدور الجبار الذي تقوم به هذه الوزارة في حماية أمن الوطن والمواطن وعلى رأس القائمين في وزارة الداخلية الأمير محمد بن نايف -وفقه الله- الذي تربى في عرين الأمن وقلعته، مع رجل الأمن المحنك الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-، فنحن اليوم بتوفيق الله نجني ثمرة هذه التربية الأمنية المحبة لوطنها مع رجال الأمن المخلصين الذين يقدمون أرواحهم في حماية الوطن والمواطن، ولذلك كان من جزائهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله).
3- ومن التأملات أن هذه البلاد مستهدفة في عقيدتها وأمنها واستقرارها على أيدي أناس تم استغلالهم وتوظيفهم من قبل أعداء الملة والدين، فكان همهم زعزعة أمن البلاد واستقرارها وإفساد العلاقة بين الراعي والرعية ببث الشائعات وترويجها أو تنظيم الخلايا الإرهابية التي خدمت الأعداء عن علم ومن غير علم، باستغلال صغار السن وتأجيجهم وتسليحهم ضد وطنهم ومجتمعهم وبلاد نعموا بخيرها وتفيأوا ظلالها، فلقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في وصف الخوارج (يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة).
4- يتبين للمتأمل في مسلك الخوارج شدة الحاجة للعلم والارتباط بالعلماء الربانيين الذي عرف عنهم حسن المنهج وغزارة العلم، ففي العلم حصانة -بإذن الله- من الميل والخروج عن جادة الصواب.
نسأل الله أن يوفق ولاة أمرنا لهداه، وأن يفضح كيد الكائدين، اللهم من أرادنا، وولاة أمرنا وعلماءنا ووطننا بسوء، فأشغله في نفسه، واجعل تدبيره تدميراً له يا حي يا قيوم، اللهم وفق جميع رجال الأمن وبارك في جهودهم واحفظهم من كل سوء.