لقد حمى الله بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية دولة الإسلام الأولى منذ أن اصطفى الله لها رسوله ونبيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لها قوة تكفي لحمايتها من الأعداء وتعاقبت السنون وتلاشت القرون وهي كذلك حتى قيض الله لها الإمامان محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب -رحمهما الله- فتعاهدا على إحياء علوم القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنذ ذلك الوقت، وأسرة آل سعود هم خلفاء الرسول والخلفاء الراشدين، وتوج هذا التلاحم الملك عبدالعزيز آل سعود حينما وحد البلاد وآلف بين العباد وكون دولة الإسلام القوية بالعدل والقوة لأنه يعلم أن العدالة بدون قوة عاجزة والقوة بدون عدالة خاسرة وأنجب ذرية صالحة نهجت نهجه وطورت دربه حتى تسلم ذروة القيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي خطا وحكومته الرشيدة بالمملكة خطوات واثقة، وللعلوم جامعة.
وذكرى البيعة التاسعة أثمرت بمشروعات جبارة لكل مجالات الحياة، فعظيم الهمة لا يقنع بملء وقته بالطاعات، بل يفكر أن لا تموت حسناته بموته، فهنيئاً للوطن ومن به سكن بهذه الذكرى التي حمت بلادنا من الفتن.. فالمملكة تزدهر بمشروعات الخير بمئات الآلاف من المليارات من الريالات ودخل المملكة وموارده استفاد منها كل فرد سعودي وغير سعودي ولم تقصر حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين على أي محتاج وحسادها كثيرون فالشجرة المثمرة هي التي يهاجمها الناس وإن كان بعض المسؤولين هداهم الله يضعون المصاعب في صعوبة حصول المواطنين على حقوقهم ولكن عين الرقيب لن تغيب.
فلا تدع أخي المواطن والمواطنة اليأس من حقك يستولي عليك فإن الغروب لا يحول دون الشروق مرة أخرى في كل صبح جديد.. فقطرة الماء تثقب الحجر لا بالعنف لكن بتواصل السقوط.. فاللسان ليس عظماً لكنه يكسر العظام.
فالسعادة لا تتحقق في غياب المشاكل في حياتنا ولكنها تتحقق في التغلب عليها.. وقد بذلت حكومتنا الرشيدة على تعليم شعبها ورقيه واستتباب أمنه واستقراره ومع الأسف الشديد شذ بعض المواطنين عن الطريق الإسلامي المعتدل فبادلوا الإحسان إليهم بالإساءة للوطن حكومة وشعبا وحاولت أجهزة الدولة رفعهم ولكنهم شذوا عن الصواب فحصدوا الريح حينما زرعوا العاصفة. ومن يغلق قلبه وضميره دون الحق يضر قلبه وضميره ولا يضر الحق.. ومن يغمض عينه دون النور يضر عينيه ولا يضر النور.
فلا تسعد الأمة إلا بثلاثة حاكم عادل، وعالم ناصح، وموظف مخلص.. ومن عرف شأنه وحفظ لسانه وأعرض عما لا يعنيه وكف عن عرض أخيه دامت سلامته وقلت ندامته، والحلم غطاء ساتر والعقل حسام قاطع فاستر خلقك بحلمك وقاوم هواك بعقلك.
والسعودية لها حماية إلاهية، وحساد من البشرية وأصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.
لذلك لن يضرها كيد الكائدين وخيانة الخائنين، وحكومتها قائمة حتى يوم الدين وهي الحكومة الإسلامية في العالم التي تطبق مبدأ الخلافة بالأسرة الواحدة لضمان أمن واستقرار البلاد والعباد.. فحكومة آل سعود أراحت شعبها من فوضى الانتخابات وفتن الاضطرابات.
وهذا والله قمة النجاحات لأن الانتخابات تورث الفتن والعداوات بين فئات المجتمع ومادامت حكومتنا الرشيدة متمسكة بالقرآن والسنة ومسخرة ثروات الوطن لمن به سكن فإن حكمها سيستمر إن شاء الله حتى تقوم الساعة. فأحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ومسلمة أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ومن مشى مع أخيه المسلم في قضاء حاجته حتى يثبتها له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام.
وهنيئاً لرجال الأمن ولكل من سهر وحمى هذه البلاد المقدسة فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله) وهذا نهج حكومتنا الرشيدة مع شعبها لأنها تعلم أنه لا تقدم بدون تحقيق العدالة الاجتماعية ولا عدالة اجتماعية بدون التكافل والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية.