إنّ الهيمنة الأمريكية على المجتمع الدولي منذ نهاية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، وما تبعه من سقوط للاتحاد السوفيتي عام 1989، والتحول الذي طرأ على العالم من ثنائي القطبية إلى أحادي القطبية، والولايات المتحدة تهيمن على العالم، بحكم ما تمتلكه من قوة على جميع الأصعدة من الجانب الاقتصادي والجانب العسكري، الذي تبدع فيه الولايات المتحدة بقوة جعلها الآمر الناهي، ولكن في الأعوام الأخيرة هناك تهديد جدي وصريح للهيمنة الأمريكية من القوى الصاعدة بسرعة الصاروخ، وعلى رأسها الصين التي أصبحت الأولى على مستوى العالم في التصدير والتطور المستمر والمتسارع في الاقتصاد، ويقابل ذلك التطور، التراجع الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي والديون الكبيرة التي يعاني منها، وعلى الصعيد العسكري نلاحظ الزيادة الكبيرة على الإنفاق العسكري من قِبل الحكومة الصينية التي زادت ميزانية الإنفاق العسكري 119 مليار دولار العام الماضي بعد زيادة كبيرة سابقة. يقابل ذلك انخفاض في ميزانية الدفاع في الولايات المتحدة إلى أقل من 500 مليار دولار في 2014.
ولعل التحذير الذي أطلقه فرانك كندال نائب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» لشؤون الاستحواذ والتكنولوجيا العسكرية، حيث ذكر أنّ التفوق الأمريكي في مجال التكنولوجيا العسكرية «مهدد بطريقة لم نشهدها منذ عقود وبخاص في منطقة آسيا والمحيط الهادي»، حيث تسعى الصين إلى تنفيذ برنامج تحديث سريع.
وأضاف كندال أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب: «التفوق التكنولوجي ليس راسخاً، وهذه ليست مشكلة مستقبلية إنها مشكلة حالية. ومع تحديث الصين وروسيا ودول أخرى جيوشها بوتيرة سريعة، يعبر البنتاجون عن مخاوف متزايدة من إمكانية فقد التفوق التكنولوجي الذي مكّن الجيش الأمريكي من الهيمنة على الساحة خلال الربع قرن الماضي.
فعلى دول العالم الثالث أن تعرف مصلحتها أين وتبحث عنها، ومن وجهة نظري المصلحة تتحقق في تكوين تحالفات مع عدد من الدول الكبرى، وعدم الركن إلى تحالف مع دولة واحدة، قد يتغير الوضع في المستقبل من دولة عظمى إلى كبرى وربما أقل من ذلك ...