عبدالعزيز بن شداد المطيري

قبل ما يزيد على ثلاث سنوات من الآن صدرت توجيهات والد الجميع خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بتخصيص (250) مليار ريال لبناء (500) ألف وحدة سكنية للمواطنين، بل توالت توجيهاته الكريمة وقراراته الداعمة لتمكين المواطنين من السكن، وذلك بعد عجز صندوق التنمية العقاري عن مواكبة الطلب المتزايد على القروض السكنية خلال السنوات الماضية وطول فترة الانتظار التي أصبحت تتجاوز الـ(15) سنة، بل إن قرار تملك المسكن أصبح ضرباً من الخيال والجنون في ظل الارتفاع الحاد لأسعار الوحدات السكنية والفوائد العالية التي تفرضها الجهات التمويلية في القطاع الخاص، التي تتجاوز في كثير من الأحيان القيمة الفعلية لسعر المسكن أو قطعة الأرض السكنية، فضلاً عن المغالاة والتضخم الكبير في أسعار تلك الوحدات مقارنة بموقع السكن ومساحته، وقد لا يلام البعض في ذلك، فمن يعاني من استنزاف دخله في وحدة سكنية صغيرة لا تتناسب مع عدد أفراد أسرته ومن وقر اليأس في قلبه من قدرة صندوق التنمية العقاري ووزارة الإسكان على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين في معالجة هذه المشكلة لم يجد أمامه خيارات أخرى، وبخاصة مع الزيادة والتضخم في قيمة إيجار الوحدات السكنية، فالكثير ممن نعرفهم أجبرتهم المعطيات والظروف على المخاطرة والقبول بدفع ما يتجاوز (50%) من دخلهم الشهري ولمدد قد تصل إلى (30) سنة كدفعات لسداد قيمة مسكن مضمون ودائم لهم ولعائلاتهم، وبخاصة أن الجهات التمويلية أغرت الكثيرين بما يسمى الغطاء التأميني للوحدة السكنية في حال الوفاة.

ومع دعوة وزارة الإسكان -مؤخراً- لجميع المواطنين في مناطق المملكة كافة من الراغبين في الحصول على منتجات الدعم السكني ممن لا يملكون مسكناً مناسباً، إلى التسجيل واستكمال بياناتهم عبر البوابة الإلكترونية لبرنامج الدعم السكني «إسكان» (www.eskan.gov.sa)، وكذلك المتقدمين على صندوق التنمية العقارية بدون شرط الأرض اعتباراً من يوم الجمعة الموافق 6-5-1435هـ، فإن السؤال الأهم لا يزال يشغل أذهان الكثير ممن زار البوابة وقام بتسجيل بياناته عن موعد حصوله على الدعم السكني؟! مع دعمنا الكامل لحق كل مواطن متورط في قروض تمويلية عقارية في الحصول على أحد برامج الدعم التي تقدمها الوزارة.

وهنا لا نتحدث فقط عن تاريخ بدء تقديم الدعم السكني للمواطنين بل عن الأعداد التي تستطيع وزارة الإسكان تمكينها من الاستفادة من برامج الدعم السكني في كل عام، والأعداد المستهدفة بالدعم في خطط الوزارة، وهل ستكون فترة انتظار الدعم مماثلة لتلك التي لدى صندوق التنمية العقاري حالياً؟ أم أن جميع المتقدمين المستحقين سيحصلون على الدعم فور الانتهاء من ترتيب الوزارة للمتقدمين حسب أولوية الاستحقاق؟

ورغم تأخر الوزارة في البدء بتقديم برامج الدعم السكني الذي كان من المتوقع البدء به خلال سنتين من صدور توجيهات المقام السامي بذلك، إلا أن الآمال لا تزال كبيرة في جني ثمار هذا الانتظار والتأخير، ولن يعزز تلك الآمال والثقة سوى شفافية الوزارة في الإفصاح عن تقديراتها للأعداد التي تستطيع تقديم الدعم السكني لها، فالكثير من المتقدمين للاستفادة من برامج الدعم السكني لا يزالون في حيرة وحال من التردد بين هم الانتظار والاستمرار في دفع إيجار مسكنهم لحين حصولهم على الدعم السكني الذي يجهلون موعد الاستفادة منه، وبين اليأس وقبول التضحية بجزء كبير من دخلهم للمصارف والممولين العقاريين.

ولذلك فإن لكل مواطن الحق في أن تحترم الوزارة ثقته في جهودها وقدرتها على الوفاء بما وعدت به في أكثر من مناسبة، بأن تجيب بكل صدق وصراحة عن سؤال بسيط جداً: متى سيتاح لي يا وزارة الإسكان الحصول على برنامج الدعم السكني الخاص بي؟