كتاب كوكب واحد للأمير سلطان بن سلمان يتنقل بالقارىء بين مشوار الكفاح والعزيمة والطموح وتحقيق الصعوبات إلى نجاح جعل له أثر في حياة أبناء وطنه والعالم من حوله، فهو أول رائد فضاء عربي مسلم يصعد على متن صاروخ ديسكفري عام 1405هـ، وأول صيام وصلاة وختم للقرآن في الفضاء بتلك الرحلة العظيمة، ولقد استوقفني بالكتاب موقف للأمير سلطان وهو يذكر والدته الأميرة سلطانة السديري يرحمها الله يقول: إحساس جميل خالجني ما زلت أذكره حتى اليوم كنا في المركبة الفضائية منتظرين لحظة الإقلاع وفكرت في أمي التي بلغني أنها في مكة تطوف حول الكعبة بينما أستعد أنا لطواف حول الأرض مفارقة جميلة لا تنسى، في الوقت الذي تابع فيه الاعلام العربي والإسلامي باهتمام بالغ آخر أخبار رحلة أول رائد فضاء عربي مسلم. تحدثت في إحدى وسائل الإعلام المقروءة والدة الأمير سلطان الأميرة سلطانة السديري رحمها الله التي توفيت رحمها الله في غرة رمضان 1432هـ وكانت محبوبة لدى المجتمع السعودي وعرفت بأعمال الخير والمساهمة في مناشط خيرية متعددة تغمدها الله بواسع رحمته، قالت أثناء مقابلتها أنا لست أماً لسلطان وحده بل لفهد وأحمد وعبد العزيز وفيصل وحصة كلهم ربيتهم وأخرجتهم من أمومتي إلى أمومة الوطن، وسلطان هو قطعة مني أهديها للوطن فإنجازه لا يحسب له ولي بل هو حق للوطن. تلك هي كلمات الأميرة سلطانة رحمها الله لم تكن حروفاً جوفاء ولا رسماً ظاهرياً بل واقع ملموس للمجتمع وكلمات خلدها التاريخ للأميرة رحمها الله بمواقف أبنائها المشرفة لوطنهم.