يوسف الراجحي

القيادة فن وهي القدرة على التأثير وتحفيز الأفراد للقيام بأمر ما لغرض تحقيق هدف معين، والأمر الأهم أن تجتمع هذة الصفات في عدة قياديات في مكان ما لتتفق على تحقيق هدف واحد وهو خدمة الدين والمليك والوطن.

ما لفت انتباهي تجاه قيادات الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة هو عملها الدؤوب لخدمة المبتعث والمبتعثة بدون تفريق، وعدم النظر إلى الجنس والقبيلة وتذليل الصعاب على الجميع بدون استثناء لتسهيل أمورهم الدراسية والحياتية.

يوجد العديد من القيادات المتميزة التي اختيرت بعناية من قبل قيادة حكيمة لتنتقل المسؤولية إليهم في إدارة ومتابعة المستوى الدراسي والاجتماعي لأكثر من مائة ألف مبتعث ومبتعثة. فنجد التميز القيادي ممتد من القسم الثقافي التي ترأسه القيادية الدكتورة موضي الخلف إلى القسم الطبي التي ترأسه القيادية الدكتورة سمر السقاف، ومروراً بالقسم الأكاديمي التي ترأس إقليمه الشمال الشرقي الدكتورة حصة الفايز.

فالقسم الثقافي في ملحقية أمريكا التي تترأسه القيادية الناجحة الدكتورة موضي الخلف تطور بشكل ملحوظ منذ استلامها إدارة دفة القسم الثقافي في عام 2008 التي أسهمت في تحقيق إنجازات متتالية بدءًا في تسهيل وتنظيم افتتاح الأندية السعودية حول أمريكا التي قفز عددها إلى أكثر من 260 نادياً طلابياً وتساهم هذه الأندية في إظهار صورة الوطن الحقيقية إلى الشعب الأمريكي ليتعرف عليها من خلال الاحتفال باليوم الوطني وتوزيع المنشورات التعريفية بوطننا الغالي والاحتفال بالأعياد وتخفيف الغربة على الطلبة المبتعثين من خلال إقامة المحاضرات التثقيفية والبرامج الترفيهية المتنوعة.

ويساهم أيضاً القسم الثقافي في حل مشاكل المبتعثين القانونية وغيرها من المشاكل الاجتماعية، إذ إن المشاكل لاتشكل سوى 1% وجميعها تحل في إطار دور القسم الثقافي في الملحقية دون تدخل الجهات الأمريكية.

وليس بعيداً عن نجاح القسم الثقافي في تحقيق أهدافه، فالتميز ملحوظ في إدارة القسم الطبي في ملحقية واشنطن التي تترأسه الدكتورة سمر السقاف التي تلقب نفسها بأم المبتعثين وصنفت بأنها من قائمة أفضل 100 شخصية قيادية، ومنحتها جامعة ساينت جوزيف في ولاية كونيتكت التي تعتبر من أقدم الجامعات في تعليم النساء شهادة الدكتوراة الفخرية؛ تقديراً منها في جهودها لتعليم المرأة في الثلاثين السنة الماضية. فالملحقية ممثلة بالإدارة الطبية وقعت أكثر من 180 اتفاقية لتسهيل قبول المبتعثين في التخصصات الطبية والصحية، وقد أثمرت هذه الجهود بتوفيق الله في رفع عدد الدارسين بالتخصصات الطبية في أعرق الجامعات العالمية. فهذه الجهود الكبيرة التي بذلتها مديرة البرامج الطبية والعلوم الصحية الدكتورة السقاف سهلت على المبتعثين القبول في الجامعات الامريكية المميزة.

ومن إدارة الأقسام الثقافية والطبية إلى القسم الأكاديمي الذي يشرف على الجامعات والمعاهد في أمريكا، فالدكتورة حصة الفايز مديرة الإقليم الشمال الشرقي التي تشرف على المستوى الدراسي لمئات آلاف من المبتعثين وحل مشاكلهم الدراسية ودعمهم للالتحاق بالجامعات ذات التصنيف العالي ورفع التوصيات للجهات المعنية لزيادة مكافآت الطلبة الملتحقين بالجامعات المتميزة، وذلك لغرض تشجيع المبتعثين للالتحاق بها، وزيارتها للولايات المختلفة لسماع شكاوى المبتعثين واستفساراتهم عن قرب وحل أي مشكلة تواجههم وإنارة الطريق أمامهم لتحقيق أهدافهم.

هذه بعض الأمثلة من القيادات النسائية الناجحة في الولايات المتحدة ونتطلع في المستقبل القريب بمشيئة الله لأن تعطى البقية من القيادات النسائية الفرصة لتقلد المناصب المهمة في القطاعين الحكومي والخاص لأنها أثبتت نجاحها بعد إعطائها الفرصة كاملة في الملحقية الثقافية بالولايات المتحدة الأمريكية.