حينما يتحدث عالم علم بقامة شيخنا الجليل محمد بن ناصر العبودي عن تجربته مع القراءة لاشك أن الحديث سيكون ذا شجون وستشرئب الأعناق وتصغي الآذان لهذا الحديث، وهو ماحدث بالفعل في مكتبة الملك عبد العزيز العامة «المشروع الوطني للقراءة»ضمن برنامجها في استعراض تجارب المبدعين مع القراءة، وكان ضيف الفعالية هو فضيلة الشيخ محمد بن ناصر العبودي الذي أوجز فأمتع وأوضح وأدار الفعالية الدكتور محمد بن عبد الله المشوح.
بدأت الفعالية بكلمة للدكتور فهد العلياني مدير المشروع الوطني للقراءة رحب في مستهلها بفضيلة الشيخ محمد بن ناصر العبودي والحاضرين مستعرضا أهداف المشروع الوطني للقراءة وخطط العمل المستقبلية ومجال التوسع في اركان القراءة في المطارات مع استحداث أماكن أخرى في مناطق التجمعات.
وقال الدكتور العليان إن تسليط الضوء على تجارب المبدعين من أمثال الشيخ محمد العبودي وكيف أهلتهم القراءة أن يقدموا لنا كل هذا الإبداع الذي تزخر به المكتبة السعودية والعربية ربما مثل دافعا لدى كثير من الناس وخاصة الشباب بأن يحذوا حذوهم وأن يعطوا للقراءة جزءاً من أوقاتهم، خاصة ونحن نعيش عصر الثورة التقنية التي تستاثر بكثير من وقت الشباب.
بعدها وهناك في القاعة تحلق نخبة من محبي الشيخ وتلامذته وهو يتحدث عن تجربته التي بدأها بالشكر لمكتبة الملك عبد العزيزالمشروع الوطني للقراءة على استضافته وبدأ حديثه عن تجربته مع القراءة في زمان لم تكن ادوات القراءة متوافرة فيه مثل ادوات النشر الحديثة من مطابع ومكتبات ووسائل القراءة الجديدة في النت، وكان على كل محب للقراءة أن يبحث عن كتاب يقوم بنسخه أحيانا وهذه كانت إحدى الوسائل في استيعاب الكتاب بقراءته واستعادة القراءة أثناء النسخ.
وأوضح الشيخ العبودي في سرد تجربته أنه يوزع وقته بين القراءة والكتابة حيث يقضي جل يومه في مكتبته لكن للكتابة نصيب من هذا الوقت ربما يكون كبيرا.
وشرح تجربته في رحلاته التي ظهرت في كثير من المؤلفات أنه خلال الرحلات يقوم بتدوين ملاحظاته والتأمل في الاشياء والاهتمام بثقافة الشعوب حتى وان كان البعض يراها ثانوية ولا تستحق التوقف عندها.
واستعرض ذكرياته مع بعض الكتب التي نسخها مثل مؤلفات ابن رجب الحنبلي مبينا ان تجربة النسخ تمرن الانسان على الصبر والتحمل وتحصيل العلم لا يكون الا بالصبر وسهر الليالي.
وأشاد الشيخ العبودي بتجربة مكتبة الملك عبد العزيز في التشجيع على القراءة من خلال مشروع القراءة الوطني مبينا انه ليس حقيقياً أن العربي لا يقرأ، لكن ماذا يقرا في ظل ازدحام الواقع بكل وسائل المعرفة، وأن على الأسرة توجيه أبنائها إلى القراءة طالما وجدت وسائل وقنوات التحفيز على القراءة.
بعد أن أنهى الشيخ العبودي حديثه قدم مدير الجلسة المتداخلين وأصحاب الأسئلة الذين ربما كان جل الحاضرين لديه مداخلة او سؤال يطرحه على الشيخ؛ حيث بدات المداخلات بمداخلة الدكتور عبد الكريم الزيد الذي تحدث فيها عن مؤلفات الشيخ العبودي وتفرده في ميدان من ميادين التأليف هو ميدان أدب الرحلات الذي تجاوز فيه من سبقوه من المتقدمين والمتأخرين إلى جانب مؤلفاته الأخرى في العديد من المجالات والفنون، وفي ذات الوقت مشيرا إلى مجلس الشيخ ومسامراته الأدبية التي أفاد منها الكثير من محبي الشيخ ورواد هذا المجلس.
بعد ذلك كانت المداخلة الثانية للدكتور عبد الكريم النصار ولم يشذ عن سابقه في الإشادة بفضل الشيخ وسعة علمه وما قدمه للمكتبة العربية بشكل عام من نتاج أدبي سيبقى ذخرا للأجيال ودعا الشباب إلى تمثل تجربة الشيخ العبودي والتعلم منه خاصة في الرحلات التي لم تعد قاصرة على أناس دون آخرين وفي إمكان كل مسافر ان يدون ما يمكن ان يستفيد منه الآخرون أو يرشدهم إلى مواطن الجمال في أي بلد يزوره.
ثم طرحت بعد ذلك العديد من الاسئلة التي أجاب عنها الشيخ ومنها سؤال عن عدد كتبه ،وهل هناك مجال للمقارنة بينه وبين آخرين ألفوا أعدادا من الكتب حيث اوضح الشيخ العبودي أن الأمر ليس متعلقا بالعناوين فكم عنوان خادع لا محتوى له وكم عنوان جاذب لكراريس لا تتعدى الورقات، لكنه ضرب مثالاً بأن كتابه (معحم أسر بريدة) بلغ عدد صفحاته ثلاثة عشر ألف صفحة وقد يكون عنوانه عاديا ومباشرا.
ثم استمع الحاضرون إلى قصيدة شعرية للدكتور ابراهيم التركي (أبو قصي) بعنوان « ذاك العبودي خدين الحرف من قدم «اشادت القصيدة بفضل الشيخ واشادت بمحاسنه وخلقه وهي قصيدة القاها الشاعر سابقا في مناسبة تكريم الشيخ في مركز بن صالح الاجتماعي. وقد اختتمت الفعالية بحوار مفتوح بين الشيخ والحاضرين وبالذات الشباب الذين سعوا لالتقاط الصور التذكارية كما قام الشيخ بالاستماع من الدكتور فهد العلياني عن القاعات المخصصة للقراءة في مكتبة الملك عبد العزيز.