يواجه الجهاز الفني للمنتخب الإسباني بقيادة فيسنتي ديل بوسكي تحدياً كبيراً قبل انطلاق بطولة كأس العالم بالبرازيل يتمثّل في تحفيز لاعبي الفريق حامل لقب بطل العالم وتحريك دوافع تحقيق الإنجازات في نفوسهم. وكان ديل بوسكي قد قال في مقابلة معالموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»: «أعتقد أن اللاعبين لا يتمتعون بنفس الحماس الذي كانوا يشعرون به فيما سبق بسبب كثرة الإنجازات التي حققوها، فهم لم يعودوا كما كانوا في سنواتهم الأولى».
وتوّج المنتخب الإسباني بألقاب البطولات الكبرى التي خاض منافساتها في الأعوام الست الأخيرة، حيث فاز بلقب بطولتي أمم أوروبا عام 2008 في النمسا وسويسرا وعام 2012 في أوكرانيا وبولونيا، بالإضافة إلى الفوز بلقب مونديال جنوب إفريقيا2010 للمرة الأولى في تاريخه. ومن المحتمل أن يكون شعور اللاعبين بتميزهم كجيل لا يهزم هو السبب الرئيسي في عزوفهم عن التركيز مع المنتخب الوطني، وإعارة كل اهتمامهم لتحقيق أهداف شخصية مع فرقهم.
وأشار ايكر كاسياس حارس مرمى ريال مدريد والمنتخب الإسباني في مقابلة مع مجلة «جي كيو»: «أعتقد أننا يجب أن نذهب إلى البرازيل متحررين من كل الضغوط، لقد حققنا كل شيء فيالفترة الماضية». وقلّل كاسياس من أهمية الفوز بلقب المونديال بعد حصوله مع فريقه على لقب بطولة دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة في تاريخ ريال مدريد، وقال في تصريحات لشبكة «كنال بلوس» التلفزيونية: «الفوز بالبطولة الأوروبية يعادل أهمية الفوز بالمونديال وربما أكثر، منذ وقت طويل لم نلعب نهائياً مثل هذا».
وتأثر لاعبو المنتخب الإسباني بتصريحات ديل بوسكي عن افتقاد الجيل الحالي من اللاعبين للطموح، حيث قال اندريس انيستا نجم برشلونة: «الظروف مختلفة الآن .. لقد مرت بعض السنوات، ولكن شيئاً لم يتغيّر في طموحتنا». وتابع: «نحمل على عاتقنا مسؤولية أكبر، حيث إننا أصحاب لقب النسخة الماضية». وعمدت إسبانيا إلى التغيير التدريجي بضخ دماء جديدة في صفوفالمنتخب على مدار الست السنوات الماضية، إلا أن بطل العالم حتى هذه اللحظة يعتمد على الأعمدة الرئيسية في الفريق الذين حققوا كل الإنجازات سابقة الذكر، مثل كاسياس وسيرخيو راموس وتشابي هيرنانديز وتشابي ألونسو وأندريس إنيستا.وأكّد دافيد دي خيا حارس مرمى مانشستر يونايتيد والمنتخب الإسباني: «هؤلاء اللاعبون فازوا بكل شيء.. أنا أرى أنهم يتمتعون برغبة كبيرة ولن يفقدوا طموحهم أبدا». وتغيّرت علاقات اللاعبين الشخصية بعضهم ببعض في الفترة التي فصلت بين البطولتين ، حيث وصل حجم التوتر بين لاعبي ريال مدريد وبرشلونة إلى ذروته أثناء فترة قيادة البرتغالي مورينيو للفريق الملكي طوال أربعة مواسم. وقال تشابي ألونسو نجم ريال مدريد في تصريحات لشبكة «كنال بلوس» «التلفزيونية»: «زادت حدة الخلافات الشخصية بين اللاعبين، مما انعكسبآثاره السلبية على المنتخب الوطني». ويعلم كل المتابعين للكرة الإسبانية مدى الجفاء الذي تتميز به العلاقة الشخصية بين كاسياس وألفارو أربيلوا، الذي استبعده ديل بوسكي من قائمة فريقه المسافر إلى البرازيل.
وسلطت الصحافة الإسبانية الأضواء مؤخراً على الخلافات الدائرة بين كل من تشابي هيرنانديز وتشابي ألونسو بسبب الاشتباكات العنيفة التي تحدث بينهما أثناءمباريات الكلاسيكو التي تجمع ريال مدريد بغريمه برشلونة.