إشارة لما نشرته الجزيرة بتاريخ 27-6-1435هـ بعنوان: (أزمتنا أكبر من مرورنا) بقلم الدكتور عبد العزيز العمر تحدث فيه عن المرور وقدراته طالباً تدخلاً سياسياً من أجل حل أزمتنا المرورية، وقال: قد تكون جذور المشكلة في نوعية الثقافة والتعليم، وقد تكون في تخلُّف النظام الإداري الذي تعوزه المتابعة والمساءلة والتقييم والتدقيق والأداء، وقال: لا بد أن تتدخل أعلى سلطة في بلادنا لإيقاف نزف الأرواح نتيجة تلك الحوادث الدامية... إلخ.
حقيقة، وبكل صراحة أقول بأن المرور ذو مجال واسع في تعاملاته مع المواطن والمقيم والمركبة، ولذا قد لا يمر يومٌ دون أن نجد في أي من الصحف موضوعاً يتعلق بالمرور سواء ضده أو عليه، وفي هذه المرة سأكتب من أجله وفقاً لما رأته عيناي وسمعته أذناي وما ذلك إلا تصديقٌ لما أرتآه الدكتور العمر بأن أزمة المرور تكمن في نوعية الثقافة والتعليم والمتابعة والأداء، ففي يوم الثلاثاء 22-6-1435هـ بعد صلاة العشاء كنت أقضي مشوار المضمار فيما بين مستشفى الأمير محمد - رحمه الله - ومدرسة وسكن ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم)، وخلال مشواري لاحظت رجل المرور السري يأخذ المسافة ما بين إشارة التقاء شارع بريدة بشارع الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - وإشارة تقاطع شارع الإمام الشافعي مع ابن حنبل - رحمهما الله - والمسافة قد لا تتجاوز 300م يأخذه ذهاباً وجيئة ليطبق نظام الوقوف الخاطئ، وخلال الـ45 دقيقة أؤكد أن رجل المرور تعامل مع أكثر من 70 مركبة كلها تقف بالخطأ وخلال 20 دقيقة فقط راقبت فيها الوضع على مسافة لا تتجاوز الـ30 متراً أكثر من 20 مركبة التي يقف خلفها رجل المرور القحطاني، ويطلب من أصحابها التحرك مرتين بصوت المنبه وبالثالثة إذا لم يتحرك يطبق عليه الجزاء المحدد، فالرجل جزاه الله خيراً يتجاوز النظام بالتنبيه مرتين قبل تطبيق الجزاء.. هنا أقف متسائلاً إلى متى نكون غير مثاليين في اتباع أنظمة المرور، وهل يحق لنا أن نتضجر ونقول بأن المرور قاس في تعاملاته مع الجمهور، أليست القساوة وعدم المبالاة بأنظمة المرور أقسى.. بلى والله الذي أجزم به أن غالبية هؤلاء المخالفين من الشباب وغالبيتهم تدفع الغرامات المستحقة عليهم من جيوب آبائهم أو ربما أمهاتهم، أفلا يرعوون.. ألا يرحمون الدافعين مما يثقل كواهلهم وما يمكن تلافيه بمجرد اختيار المكان المناسب للوقوف، بل وهناك أمر آخر أسوأ من السابق ألا وهو أن المرور وضع مثلثاً يفصل بين الاتجاهين يميناً للدخول بشارع الإمام أحمد، وبين من أراد الاستمرار بشارع عنيزة (زاوية مستشفى الرعاية من الشمال الغربي) غير أن من المؤسف، بل والمحزن أن هناك من يأخذ اليمين ليواصل السير في اتجاه عنيزة، وهناك من يأخذ اليسار ليواصل السير باتجاه شارع الإمام.. عجيب أمركم أيها المعتدون على النظام بعد هذا أقول.. وأقول: يا شباب لِمَ هذا الاستهتار بأنظمة المرور.. ومتى نكون مثاليين؟ اصحوا يا أبناء الوطن واحترموا اأنظمة ووفروا جيوبكم وجيوب آبائكم وأمهاتكم لما هو أوجب، ويا مرور طبِّق نظامك ولا تأخذك الرحمة أبداً بمثل هؤلاء، لأن لا مكان لهم هنا لأن الحالتين تُعتبران استهتاراً بأنظمة المرور، وبهذه المناسبة وما دام الحديث عن المرور أتمنى من إدارة المرور العمل على إزالة الرصيف فيما بعد إشارة التقاء شارعي الإمامين الغربية مما يلي العثيم، لأنه عائق للرجوع ومؤثر على السير وربما يحمل خطراً، وأمر آخر ضرورة شطف سور العثيم المجاور لتلك الإشارة للتسهيل على المتجه من الشمال إلى الغرب عبر شارع ابن حنبل، وبالله التوفيق.