- يا شيخنا، كيف يمكنني أن أغيّر العالم، أو أجعله أفضل مما هو عليه الآن؟
قال له:
- العالم أجمع يا بني.
- نعم .. يا شيخنا .. كل العالم.
- سرح شيخنا بنظره قليلاً ثم قال:
- عندما كُنت شاباً، في مثل سنّك تقريباً، قرّرت أن أغيّر العالم، ولكن وجدتُ من الصعوبة بمكان أن أغيّره، تنازلت قليلاً، فقلت سأحاول أن أغيّر دولتي، مرّت بي السنوات، وازددتُ حكمة ووجدتُ أنه من المستحيل أن أفعل هذا الأمر، اتخذت قراراً حاسماً سأغيّر مدينتي التي أعيش فيها لتسير نحو الأفضل، ولكن بالنسبة لشيخ كبير مثلي كان الأمر تقريباً مستحيلا، وهداني تفكير نحو تغيير عائلتي، فإنها أسهل من تغيير العالم، وأقل جهداً من تغيير دولتي، وليست متعبة كتغيير المدينة، ولكن هل تصدّق يا بني حتى عائلتي لم أستطع تغييرها نحو الأفضل، وكما ترى أنا شيخ كبير، وأكبر جهد من الممكن أن أقوم به هو الكلام، وليس سواه، وأدركت أن الشيء الوحيد السهل المتوفرّ لدي الآن أن أبدأ بتغيير نفسي، وأنا الآن ساعٍ بكل جهدي في الشأن، لأنني توصّلتُ إلى أنني عندما أغيّر نفسي إلى الأفضل، من الممكن أن ينتقل هذا التأثير نحو عائلتي فيتغيّرون، وإذا اجتهدت العائلة الكريمة، من المحتمل أن تنقل هذا التأثير إلى كل المدينة، فيتغّير أهلها، وإذا الله قال كُن ستنقل المدينة تأثيرها إلى كل مُدن البلاد، وبعدها يا بُني إذا شاء الله بعد عمرٍ طويل، سيكون الطريق ممهّداً لكي تغّير بلادنا كل العالم، خلاصة القول يا بُني:
- إذا أردّت أن تُغيّر العالم، فـ أبدأ بتغيير نفسك.!