أسقط المتمردون الانفصاليون في شرق أوكرانيا مروحية عسكرية أمس الخميس ما أدى الى مقتل 14 جندياً بينهم ضابط برتبة جنرال، كما أعلن الرئيس الانتقالي الأوكراني أولكسندر تورتشينوف أمام البرلمان. وقال "لقد تلقيت معلومات للتو أنه قرب سلافيانسك أسقط الإرهابيون مروحية تابعة لنا عبر نظام دفاع جوي روسي نقال"، مضيفاً "لقد قتل 14 من جنودنا بينهم الجنرال فولوديمير كولشيتسكي". من جهة أخرى تصاعدت حدة التوتر في شرق أوكرانيا الانفصالي الموالي لروسيا مع هجوم دام للمتمردين على وحدة أوكرانية مساء الأربعاء وأمس الخميس في لوغانسك واحتجاز أربعة مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قرب دونيتسك.
وأكد مسؤول انفصالي أوكراني موال لموسكو الخميس أن المتمردين "أوقفوا" المراقبين الأربعة الذين فقدت منظمتهم أي اتصال بهم منذ الثلاثاء. وقال فياتشيسلاف بونوماريف "رئيس بلدية" سلافيانسك المعقل الانفصالي في شرق أوكرانيا لوكالة الأنباء الروسية انترفاكس "سنستوضح من هم والى أين كانوا ذاهبين ولماذا، وسنطلق سراحهم".
وتعرضت وحدة من الحرس الوطني الأوكراني مؤلفة من متطوعين ومتمركزة في مدينة لوغانسك القريبة من روسيا لهجوم. وفي دونيتسك العاصمة الأخرى للشرق الانفصالي المقدر عدد سكانها بنحو مليون نسمة، سمع دوي إطلاق نار جديد الأربعاء في الوسط وفي المنطقة القريبة من المطار التي يتعذر الوصول إليها منذ المعارك الضارية التي دارت الاثنين وأسفرت عن سقوط نحو أربعين قتيلاً معظمهم من المتمردين. ورأى صحافيون من وكالة فرانس برس بعض الطائرات المقاتلة تحلق فوق المدينة.
وكانت محلات تجارية عدة في وسط دونيتسك مقفلة والواجهات مغطاة بألواح خشبية او معدنية تخوفاً من عمليات نهب، فيما أحرق قصر دروبجا للرياضة. وأعلنت السلطات الأوكرانية الأربعاء أنها تسعى للإفراج عن المراقبين الأربعة التابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمحتجزين منذ مساء الاثنين لدى انفصاليين في مكان مجهول.
ومساء الأربعاء أعلنت المنظمة أن فريقاً آخر من مراقبيها احتجز لساعات الأربعاء بعد توقيفه قرب حاجز على طريق قريبة من دونيتسك.
ولم يستبعد وسيط منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لأوكرانيا الدبلوماسي الألماني فولفغانغ اشينغر انسحاب مراقبي منظمة الأمن والتعاون أن أصبح الوضع شديد الخطورة. واعتبر الرئيس الدوري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا السويسري ديدييه بوركهالتر من جته أن احتجاز مراقبين في شرق أوكرانيا يشكل "عمل تخريب للجهود الدولية المبذولة لمساعدة أوكرانيا على تجاوز الأزمة".
من جهة أخرى تواجه أوكرانيا التي تخوض عملية تشتد شراسة ضد المتمردين تهديد موسكو بقطع إمدادات الغاز مما قد يحدث أيضاًَ اضطراباً في إمدادات أوروبا.
ويبدو أن موسكو وكييف متشبثتان بمواقفهما رغم جهود الأوروبيين لاقتراح تسوية عليهما تقضي بأن تسدد أوكرانيا مليار دولار من إجمالي دينها قبل إجراء أي محادثات حول خفض سعر الغاز.
وصرح رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك في إطار زيارة الى ألمانيا أن تسديد الدين لا يمكن أن يتم إلا بعد الاتفاق على السعر.
وكرر وزير الطاقة الروسي من ناحيته أنه لا يمكن إجراء أي نقاش قبل التسديد مسبقاً.