الأستاذ براك البلوي صدر له عن نادي حائل الأدبي الثقافي كتاب بعنوان (أسئلة مشروعة)، يتضمن مقالات فكرية واجتماعية وثقافية. ويقول الكاتب في مقدمة الكتاب: متى نرتقي لمرحلة جديدة تنقلنا نقلة نوعية؛ لنكون ضمن الدول العظيمة التي انتقل شعبها من شعب فلاح إلى شعب ناهض بالصناعة والتنمية؟
وفي مقال بعنوان (ثقافة الانفتاح) يقول الأستاذ براك: إن مجتمع اليوم أصبح أقل انغلاقاً بسبب ثورة التقنية الحديثة المتنوعة والانفتاح على العالم بأسره، فأصبحت سياسة الانغلاق المتبعة في العالم العربي في مهب الريح، فكان حال المجتمعات أفضل من سنين مضت .. فهذا الغزو الفضائي حقق بعض الشيء مما لم يحققه المثقفون بأقلامهم ومؤلفاتهم وأطروحاتهم .. بل إن المبدع والمفكر العربي لا يملك من التغيير شيئاً طالما هناك الرفض من المجتمع لعدم إدراك دوره في العالم العربي كمثقف، وأن قلمه يقوم ببث الوعي في المجتمع، ويتفاعل مع القضايا المختلفة، غير أن دوره يبقى هامشياً كما وصفه المفكر السعودي إبراهيم البليهي في أحد حواراته المنشورة؛ إذ يقول عن المثقفين: إنهم قادة الفكر، فالمجتمعات المزدهرة تعترف لهم بهذا الدور القيادي، وتستجيب لأفكارهم، أما المجتمعات المنغلقة فلا تعترف للمثقفين إلا بدور التابع، بل المكان الهامشي أو المنبوذ أو المدان، فكيف يقود المجتمع من ينبذه المجتمع؟
غير أن المجتمعات العربية اعتادت على أن تنقاد بالإخضاع وليس بالإقناع، والأسوأ من ذلك أنها ترتاب من المثقفين، وتشكك في أهدافهم، وتخاف من أفكارهم، فهي تستجيب للواعظ أو المحرض العاطفي.. لكنها لا تستجيب للمفكرين؛ لأنهم يخاطبون مزاج الناس بالعقل وبمنطق العلم، ويعتمدون على حيثيات موضوعية لا يفهمها معظم الناس.