نبارك أولاً لأنفسنا وللوطن بهذه الكوكبة من خريجي جامعة الأمير سلطان من حملة شهادتَي البكالوريوس والماجستير، كما نبارك لذوي الخريجين، وللخريجين أنفسهم. وقد أتى حفل التخريج برعاية سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم في الرياض. هذه اللفتة الكريمة من سموه تأتي في ميزان تقديره لهذه الجامعة وللاسم الذي تحمله, سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله، وأسكنه فسيح جنانه. الوفاء والإخلاص ليسا من غرائب الأمور على مثل سلمان بل هما من عنده المنبع والأصل, ورعايته - حفظه الله - لهذا الحفل تأكيدٌ منه على أن هذه الجامعة التي تأسست في عهد الراحل الكبير، وحملت اسمه، ستبقى كما أرادها سلطان - رحمه الله - منارة للعلم وصرحاً يخرّج للوطن جنوداً في المجالات والميادين كافة. الحفل الذي رعاه ولي العهد.
وقد شاهدنا مصافحة ولي العهد - حفظه الله - للخريجين جميعاً تكريماً ومباركة لهم، الذين كانت فرحتهم واسعة وهم ينذرون أنفسهم لوطنهم الأغلى, وفرحتهم كانت بأنهم تخرجوا من جامعة سلطان، ورعى حفل تخريجهم سلمان. تشريف عظيم، وُجهت معه رسالة التكليف بأن هذا وطنكم، ابنوه وحافظوا على إنجازات الرجال الأولين فيه.
رسالة أخرى نقرؤها من رعاية ولي العهد لحفل التخرج، هي رسالة اهتمام القيادة الرشيدة بالعلم ومنابره وصروحه. فمنذ عهد الراحل المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ومن توالى بعده على حمل الأمانة وكلهم يؤكدون على أرض الواقع اهتمامهم بالعلم والجامعات ورفع المستوى العلمي والتحصيلي لأبناء الوطن؛ لأن الدولة في أمنها وأمانها واستقرارها الأول إنما تكون بالعلم وزيادة الوعي واتساع رقعة الثقافة. والحمد الله اليوم في عهد أبي متعب - أطال الله في عمره - أصبح الانتشار لهذه الصروح العلمية كبيراً، بل تجاوز الداخل إلى الخارج, وأصبحنا محط أنظار العالم ومرفداً مهماً من روافد العلم وتغذية احتياجات المجتمع والسوق والدولة بحملة المؤهلات العلمية.
لن أنسى في هذا المقام، وفي هذا المقال، أن أوجّه الإعجاب والشكر للأمير الدكتور العياف, الذي - حقيقة - يمثل الفكرة الأساسية في أن حماس الشباب يجب أن يُغلف بحكمة الكبار، وتُمنح لهم الخبرات ويغذوا بالقيم الوطنية والدينية السليمة.
رحم الله سلطان، وأسكنه فسيح جنانه، وأدام الله عز أبي متعب، وحفظ له ولي عهده الأمين وولي ولي العهد، فكلهم نذورا أنفسهم لخدمة بيت الله الحرام وشعبهم تحت راية التوحيد.
والحمد لله أولاً وأخيراً، وصدق عز من قال لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ .