التجاهل عند بعض الناس وأياً كان موقعه رئيساً مرؤوساً والذين نشأوا على اللامبالاة والتهرب من المسؤولية وعدم إدراك المسؤولية الملقاة عليهم بكافة أبعادها وجوانبها يجب أن يعلموا أن لها تأثيرات سلبية مستقبلاً وعلى عدة مستويات.
ويجب أن يكون ترابط وربط الجهات الحكومية ورقياً وإلكترونياً ذا قوة وصلة وثيقة ببعضها البعض، ولكن العكس يظهر جلياً عند أي معاملة أو مشروع أو طلب معين يتم تحويل المراجع من جهة إلى جهة لعدم وجود آلية واضحة من المسؤول في المنشأة.
وكل من تلك الجهات لا يملك القدرة على اتخاذ قرار حاسم ينهي تلك الإشكاليات المترتبة عليه ناهيك عن البطء الشديد جداً في إنهاء المعاملات.
متى تفيق بعض الإدارات الحكومية من سباتها وتداخل مسؤولياتها.. وأعني الوزارات والهيئات واللجان والأعضاء التي هي معنية بكل أمور الناس سواء كانت تنفيذية أو قضائية أو خدمية أو إشرافية والقائمة تطول لا أود أن أكون مبالغاً في التشاؤوم في نظر البعض ولكن هناك أخطاء كثيرة ومستمرة.. مع تقديم شكرنا سلفاً لما قاموا به ويقومون به ولكن لابد من الإشارة وأن نقول للمحسن أحسنت وللمقصر قصرت.
أنا مع النقد البناء والهادف البعيد عن مصالح أخرى وخارج إطار الإساءة الشخصية.. وعلى المسؤول أن لا ينزعج مما يطرح في الصحف، وللعلم إن كنت تنشد النجاح فلا تحزن مما يكتب لأن ما يكتب في الصحف ما هي إلا مرآة لك ولأعمالك وتقييم عمل إدارتك واعتبرهم مراقبين لا يكلفونك ميزانيه ولا رواتب.
وإن أردت أن تتخذ سياسة النأي بالنفس ما عليك كمسؤول سوى أن تقدم استقالتك، حينها لن يقوم أيّ كان بمساءلتك فهل فهمت قصدي؟.. وبمعنى آخر يجب على كل رئيس أو مسؤول أن يعي أن الموقع الذي يعمل فيه ويدير شئونه من خلال الكرسي الذي يجلس عليه يعتبر بالأساس هو كرسي كل مواطن في حقيقة الأمر.
فنصيحتي أن تستفيد من ثقة ولاة الأمر بموقعك وتقوم بتنفيذ ما يطلب منك بكل أمانة.. فالأمانة أبت حملها السماوات والأرض والجبال؛ فهل تتذكر تلك الآية الكريمة جيداً.. إنني أدعوك لقراءتها وتفهم معانيها، فحملها عظيم والمحاسبة عليها أعظم فلا تغرنكم حياتكم الدنيا إنما هي متاع الغرور ومآلها للزوال بكل ما فيها.
قال الله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}.. «الأحزاب 72».