لا زلنا نتذكر قصة عالم النفس، والذي تخصص في الإصلاح الأسري، إذ إنه كان ذات يوم يتحدث عن الأسرة السعيدة، في إحدى الإستديوهات، وبينما كان منهمكا في الحديث، وإذا بزوجته تقتحم الاستديو، لتعلن عن حقيقته المرة كأب، وزوج غير صالح، دأب على التعنيف، والصراخ، وسوء المعاملة !!، وقد تذكرت سيئ الذكر هذا، وأنا أقرأ لقاء لأحد مسؤولي التعليم السابقين، وهو يتحذلق، ويتمنطق، عن ما يجب على الدولة فعله في سبيل إصلاح التعليم، وكأنه لم يكن أحد الأسباب الرئيسية لتدهور التعليم فيما مضى، أو ليس هو الذي كان وراء الشروط اللامعقولة لترشيح مدراء المدارس، والمشرفين التربويين؟!!، عندما ركزت إدارته في ذلك العهد الغابر على «الشكليات» و «التمظهر «، على حساب الكفاءة ؟!!، وهل ينسى أحد تلك الشروط المضحكة التي يجب توفرها فيمن يرغب في تأسيس مدرسة خاصة !!، والكل يعلم أنه، وغيره من مسؤولي التعليم حينها، كانوا من أوائل «المتاجرين» بالتعليم الأهلي، فما الذي منعه من أن يطبق ما يقوله الآن حينما كان على سدة المسؤولية؟!!.
وصاحبنا هذا ليس الوحيد، أولم يأتكم نبأ الذي عمل في كل مجال ممكن، من الأكاديمية، إلى العمل البرلماني، إلى العمل الأهلي، والاستشارات، وأتيحت له الفرصة لأن يقدم كل ما يريد، ولم يقدم شيئا، ثم تفرغ، بعد كل ذلك، للنضال، والنقد لكل أحد، وعلى الرغم من مئات الأسئلة التي توجه له، مطالبة إياه بكشف حساب لما قدمه، إلا أنه لا يجيب، لأنه ببساطة شديدة لم يقدم شيئا، وقبل هذا، وذاك، هناك الاقتصادي الذي كان في موقع يسمح له لفعل الكثير، ولكنه لم يفعل شيئا، ثم هاهو، مثل صاحبيه، يصدع رؤوسنا كل يوم بالنقد لكل شيء، وكأن الفرصة لم تتح له لمدة طويلة، وفي موقع رفيع، وهام، ولو أن هؤلاء، وإضرابهم لم يستفيدوا ماديا من خلال أعمالهم لهان الأمر. هذا، ولكنهم أثروا ثراء فاحشا من خلال أعمالهم الحكومية، ثم تفرغوا الآن للتنظير عما يجب فعله للتطوير، ولتفادي الفساد، فيا لوقاحتهم، ويا لغباء متابعيهم ممن تنطلي عليهم مثل هذه المماحكات المملة، والمثيرة للغثيان!!.
وفي تقديري أن وجود هذه العينات يعتبر نتاجا طبيعيا لمجتمع اعتاد أفراده على الانجذاب للمتذمرين، وعلى التلذذ بجلد الذات، والسير خلف كل مدعٍ للنزاهة، والفضيلة، ولذا لم أستغرب المتابعة، والدفاع المستميت عن دعيٍّ آخر، لم يترك عفيفة إلا وخاض في عرضها، لدرجة أنه تجرأ على نشر صور خاصة لبعض النساء، ثم تبينت حقيقته الموغلة في المجون، فمتى يا ترى تفيق الجماهير، وتتسلح بالوعي اللازم، وتعرف حقيقة من يستغفلها في سبيل إشباع نرجسيته المقيتة، ومصالحه الخاصة؟!!.