وضعت الانتخابات الرئاسية التي يتوقع أن تبقي الرئيس بشار الأسد في موقعه على السكة، مع تصويت السوريين خارج البلاد أمس الأربعاء، فيما قتل 44 شخصا خلال 24 ساعة في قصف جوي على أحياء تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب في شمال البلاد.
وقبل أسبوع من إجراء الانتخابات في الداخل التي وصفها الغرب والمعارضة السورية بأنها «مهزلة»، وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما مجددا الأربعاء بزيادة الدعم للمعارضة السورية، إلا أنه جدد تأكيده أن بلاده لن تتورط عسكريا في الحرب السورية.
ميدانيا، قتل 44 شخصا في قصف جوي معظمه بالبراميل المتفجرة على الأحياء الشرقية من مدينة حلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال سوريا خلال 24 ساعة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن 22 شخصا قتلوا الثلاثاء في قصف لقوات النظام، غالبيته بالبراميل المتفجرة التي ألقيت من الطائرات.
واستهدف القصف أحياء القطانة وبستان القصر وطريق الباب وبني زيد والمغير والليرمون، فيما استهدف القصف صباح الأربعاء حي المغاير حيث قتل 21 شخصا، وحي الميسر حيث قتل شخص.
وبين القتلى تسعة أطفال، والبراميل المتفجرة غير مزودة بأي نظام توجيه يتيح تحديد أهدافها بدقة، وغالبا ما تسقط على أحياء يقطنها مدنيون، في حين تقول دمشق إنها تستهدف «مقرات للإرهابيين».
ويشن الطيران المروحي منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر هجمات مكثفة على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها، ما أدى إلى مقتل المئات غالبيتهم من المدنيين، ودفع آلاف العائلات إلى النزوح.
كما انتقدت منظمات دولية وحقوقية غير حكومية، الاستخدام المفرط لهذا النوع من الأسلحة.
وطالبت المعارضة مرارا بتزويدها بصواريخ مضادة للطيران لمواجهة القوة النارية للقوات النظامية، لا سيما سلاح الطيران.
وفيما يقتصر الدعم الغربي على مساعدات إنسانية ودعم بأسلحة «غير فتاكة»، جدد الرئيس الأميركي الأربعاء الوعد بزيادة دعم واشنطن لمقاتلي المعارضة، من دون أن يوضح نوعية هذه المساعدة الإضافية.وقال في كلمة في أكاديمية وست بوينت العسكرية «سأعمل مع الكونغرس لزيادة الدعم لهؤلاء في المعارضة السورية الذين يقدمون أفضل بديل من الإرهابيين والديكتاتور الوحشي»، في إشارة إلى التنظيمات المتطرفة والرئيس السوري.
ورحب الائتلاف السوري المعارض في بيان «بإعلان الرئيس أوباما أنه سيزيد الدعم للمعارضة السورية التي تقدم أفضل بديل من الإرهابيين ونظام الأسد غير الشرعي».
وتابع أن «المعارضة ممتنة للدعم الأميركي للشعب السوري في نضاله ضد النظام»، مشيرا إلى أن هذه المساعدة المضاعفة «تعكس الشراكة بين الولايات المتحدة والشعب السوري (...) لوضع سوريا على طريق الانتقال الديمقراطي».
وقال أوباما اليوم «كرئيس اتخذت قرارا بعدم إرسال قوات أميركية إلى وسط هذه الحرب الأهلية وأعتقد أنه كان القرار الصائب، لكن هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نساعد الشعب السوري في النضال ضد ديكتاتور يقصف شعبه ويجوعه».وجرت أمس الأربعاء عملية اقتراع للسوريين المقيمين في الخارج، برز منها الإقبال الكثيف بالآلاف على السفارة السورية في لبنان الذي يستضيف أكثر من مليون لاجئ.
وتوافد آلاف السوريين إلى سفارة بلادهم في منطقة اليرزة (شرق بيروت) للإدلاء بأصواتهم، ما تسبب بزحمة سير خانقة على الطرق وأثار غضب اللبنانيين المتذمرين أصلا من عبء اللاجئين السوريين الذي تخطى عددهم المليون شخص.
وفي طرابلس بشمال لبنان، تظاهر مئات من سكان منطقة باب التبانة المؤيدة للمعارضة السورية ضد الانتخابات وانتقدوا السوريين الذين شاركوا فيها في لبنان.ودعت الأمانة العامة لقوى 14 آذار المناهضة لدمشق الحكومة اللبنانية إلى أن «ترحيل فورا» من شاركوا في الانتخابات، لافتة إلى أن ما قاموا به يعتبر «استفزازا».ومنعت دول غربية وعربية عدة أبرزها فرنسا وألمانيا وبلجيكا ودولة الإمارات العربية تنظيم الانتخابات السورية على أرضها.
وبحسب مقربين من النظام ومحللين، يبدو الأسد واثقا بأنه أنقذ نظامه في مواجهة الحركة الاحتجاجية التي اندلعت ضده منذ ثلاثة أعوام، ولقيت دعما عربيا وغربيا للمطالبة برحيله.
وأفاد الأسد من دعم غير محدود عسكريا واقتصاديا من حلفائه لا سيما روسيا وإيران.
والأربعاء، ذكرت صحيفة «كومرسانت» الروسية أن موسكو ستمنح النظام السوري مساعدة بقيمة 240 مليون يورو في العام 2014.