سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك - رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اطلعت على مقالة للأستاذ عبدالله بن حمد الحقيل بعنوان (أحمد بن ماجد مرشد المكتشفين للقارة الأفريقية والآسيوية) في صحيفة الجزيرة عدد (15203) وتاريخ الأربعاء 15 رجب 1435هـ الموافق 14 مايو 2014م. وأود بداية أن أشكر الأستاذ عبدالله على مقالته هذه وعلى مقالاته المتعددة التي يثري بها الساحة الثقافية.
وقد ذكر الأستاذ عبدالله في تلك المقالة أن التراث العربي الإسلامي حافل بجوانب تاريخية ثرة تحتاج إلى كثير من البحث والدراسة، وأن الحضارة الإسلامية كانت في العصور الوسطى تمثل قمة الرقي الحضاري في تلك العصور، وقد كان للعرب والمسلمين دور في عالم البحار، وكان البحر يمثل طريقاً للفتوحات الإسلامية ومصدراً للعمل ووسيلة للرزق والتجارة، وقد اعتمد المكتشفون الأوربيون على خرائط الجغرافيين المسلمين وأخذوا عنهم استخدام البوصلة، وكان الملاح العربي المسلم أحمد بن ماجد خير مرشد للمكتشفين للقارتين الأفريقية والآسيوية، ولم يستطع المستكشف البرتغالي فاسكو دي جاما الوصول إلى ذلك لولا إرشاده له، كما أن كولومبس اعتمد على الخرائط التي وضعها الجغرافيون المسلمون في رحلته التي أوصلته إلى العالم الجديد (أمريكا).
هنا أود أن أشير إلى نقطة قد أثارها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة حول علاقة الملاح العربي المسلم أحمد بن ماجد مع المستكشف البرتغالي فاسكو دي جاما وله بحث علمي في هذا الموضوع.
فقد كان الشيخ الدكتور سلطان القاسمي يرى أن كثيراً من المؤرخين العرب يتهمون الملاح العربي المسلم أحمد بن ماجد بأنه هو من أوصل فاسكو دي جاما من شرق أفريقيا إلى الهند ومن ثم وصول البرتغاليين والقوى الأوروبية إلى شواطئ الهند والخليج العربي، ويرى الدكتور سلطان القاسمي أن هذه تهمة وفكرة خاطئة وأن الملاح ابن ماجد بريء من ذلك، بل إن من أوصل فاسكو دي جاما إلى الهند هو مرشد مسيحي من الهند قابله المستكشف البرتغالي في الموزمبيق شرقي أفريقيا ودله على الهند بعد رحلة دامت أكثر من عشرين يوماً.
وقد قام الدكتور سلطان القاسمي بالبحث فيما حفظ من مخطوطات وكتب حول رحلات المستكشف فاسكو دي جاما ووجد مخطوطة حول يوميات الرحلة الأولى لفاسكو دي جاما إلى الهند سنة 903هـ/ 1497م في مكتبة مدينة أبورتو البرتغالية، وتبين له من خلالها أن من أوصل فاسكو دي جاما إلى الهند من شرق أفريقيا ليس الملاح أحمد بن ماجد بل هو مرشد غجراتي مسيحي من الهند اسمه (كاناكا)، وبذلك برأ الملاح أحمد بن ماجد من تلك التهمة.
وقد قام الشيخ الدكتور سلطان القاسمي بترجمة تلك المخطوطة إلى الإنجليزية وإلى العربية وأصدرها في الشارقة في كتاب عام 1421هـ/ 2000م بعنوان (بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد) وبرفقه صورة غلاف ذلك الكتاب.
هذا ما وددت أن أضيف إلى ماذكره الأستاذ القدير عبدالله بن حمد الحقيل في مقالته أعلاه، ولايفوتني هنا أن أشكر الشيخ عبدالله على قلمه السيال ومقالاته الثرية متعه الله بالصحة والعافية، والشكر والتقدير موصول إلى سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة حفظه الله على جهده العلمي وبحثه القيم.
شاكراً لصحيفة الجزيرة نشر هذا التوضيح.