1 - لنجاح العلاقة الزوجية يحتاج الزوجان إلى أن يفهما بعضهما أكثر من أن يحبا بعضهما.
2 - إذا عاد الزوجان نهاية النهار من العمل ماذا يحدث؟.. الزوجة تريد أن تُخْرج ما في نفسها من مشاعر تجاه ما واجهها ذلك النهار فتستريح.. بينما الرجل يريد أن يصمت في هدوء ويدخل مرحلة السرحان والتفكير بلا تفكير.. وهو الأمر الذي لا تستطيع المرأة القيام به ولا تَفَهُّمَه.. فهي إن فكرت في شيء فسوف تفكر فيه بالفعل وليس من بين قدراتها العقلية المقدرة على أن تفكر بلا تفكير.. من هنا ينشأ الخلاف.
3 - حينما يواجه الرجل مشكلة فهو أناني لأنه يفكر أولاً في مشكلته، بل وينسى تماماً أن للآخرين مشاكلهم وهو في ذلك ينطلق من محفزات عقلية.. ففي الكوارث مثلاً من المنطقي أن تضمن سلامتك أولاً ثم تمد يد المساعدة.. بخلاف المرأة التي نجد أن محفزاتها عاطفية حتى لو تسبب ذلك في أذيتها.. لذلك يقاوم كلٌّ من الطرفين طريقة تفكير الآخر.. ومن هنا ينشب الخلاف.
4 - أما الذي يفجّر الخلاف فهو أن الرجل لا يفهم أنه حينما تحتد عليه زوجته في نوبة غضب شديدة ثم تبدي فيه رأياً يسوؤه فهذا أمر وقتي وليس رأياً ثابتاً.. فالمرأة بعاطفتها ترى الأمور في لحظة غضب من زاوية لا يستطيع أن يرى منها الرجل العقلاني.. لذلك يقاوم بالهجوم المضاد أو الانسحاب.. رغم أن الأمر بالنسبة للمرأة لا يزيد على مجرد تنفيس.. كان يمكن للرجل أن يتجاوزها بالتغافل.. ولعل من أشهر القصص في هذا المجال ما يروى أن زوجة المعتمد بن عباد ملك إشبيلية أكبر ممالك الأندلس، واسمها (اعتماد الرميكية)، رأت فلاحات يخضن في الطين بعد يوم مطير وهن يتغنين فرحات، فاشتهت أن تخوض في الطين مثلهن، فأمر المعتمد أن يُصنع لها طين من ورق الورد وذُرت بها ساحة القصر، ثم صُب ماء الورد على أخلاط المسك وعُجنت بالأيدي حتى صار كالطين، فخاضته مع بناتها وجواريها.. ثم حدث بعد ذلك أن غاضبها المعتمد ذات يوم، فأقسمت أنها لم تَرَ منه خيراً قط، فقال لها: ولا حتى يوم الطين؟! وقد جرى هذا القول مثلاً للمرأة التي تنكر على زوجها نعمته عليها، وهو مصداق قول نبينا عليه الصلاة والسلام في حق النساء: (لو أحسنتَ إلى إحداهن الدهر كله ثم رأتْ منك شيئاً قالت: ما رأيتُ منكَ خيراً قط).. لكنه قول مؤقت يزول مع زوال سبب الغضب.