تبنت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، أمس الاثنين التفجير المزدوج بسيارتين مفخختين الذي استهدف الأحد مدينة حمص وسط البلاد وأدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة ثلاثين على الأقل وفق حصيلة رسمية. وقالت الجبهة في بيان نشر على حسابها الرسمي على موقع تويتر «لقد منّ الله على عباده المجاهدين من جبهة النصرة في حمص العدية يوم (...) 25/5/2014، باختراق كبير لمعاقل شبيحة النظام النصيري رغم القيود الكثيرة والتشديد الأمني ونقاط التفتيش والحواجز العديدة».
وأوضح البيان أنه «تم ركن السيارة الأولى في شارع الستين في حي الزهراء (في شرق المدينة) قرب خزان المياه، وركن السيارة الثانية عند تحويلة مصياف قرب مصفاة حمص (إلى الغرب من التفجير الأول) ومن ثم تفجيرهما في نفس الوقت لتحقيق أكبر عدد من القتلى». وأضاف أنه خلال تجمع الناس في المكانين «من أجل عمليات الإنقاذ وإسعاف الجرحى (...) جاءتهم ضربات صواريخ غراد بنفس مكان التفجير لتوقع أكبر نكاية ممكنة في صفوفهم وليذوقوا شيئًا يسيرًا مما أذاقوه لأهلنا». وأفاد محافظ حمص طلال البرازي وكالة فرانس برس أمس الاثنين أن حصيلة التفجير في حي الزهراء ارتفعت إلى 12 قتيلا و23 جريحا «غادرت غالبيتهم المستشفى». كما أصيب سبعة أشخاص في التفجير الثاني.
وكان المحافظ أفاد فرانس برس الأحد عن مقتل عشرة أشخاص. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن التفجيرين أديا إلى مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من أربعين. وقتل مئة شخص على الأقل في تفجير سيارتين مفخختين في حي الزهراء في 29 نيسان/أبريل، تبنته كذلك جبهة النصرة. وتسيطر القوات النظامية السورية منذ بداية أيار/مايو على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب حوالي ألفي عنصر من مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة بموجب تسوية بين ممثلين عنهم والسلطات اثر عامين من حصار فرضته قوات النظام على هذه الأحياء.
من جهة أخرى شب حريق فجر أمس الاثنين في 11 عربة متنقلة للاجئين السوريين في مخيم الزعتري الذي يقع في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية، من دون وقوع إصابات، وفق مصدر في الدفاع المدني.
وقال العميد فريد الشرع الناطق باسم مديرية الدفاع المدني لوكالة فرانس برس إن «حريقا شب فجر اليوم (الاثنين) في محول الكهرباء الرئيسي لمخيم الزعتري، سرعان ما امتد إلى 11 كرفانا (منزلا متنقلا) يستخدمها اللاجئون كمحال تجارية لبيع الأغذية والملابس» فيضون ذلك اعتبرت الحكومة الأردنية أمس الاثنين السفير السوري في المملكة بهجت سليمان شخصا غير مرغوب فيه وأمرته بمغادرة المملكة خلال 24 ساعة بسبب «إساءاته المتكررة» الموجهة ضد المملكة.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية صباح الرافعي إن «الوزارة وبإيعاز من وزير الخارجية (ناصر جودة) سلمت السفارة السورية في عمان بعد ظهر اليوم، مذكرة تتضمن قرار الحكومة الأردنية اعتبار السفير السوري في عمان بهجت سليمان شخصا غير مرغوب فيه في المملكة الأردنية الهاشمية وطلبت مغادرته أراضي المملكة خلال 24 ساعة».
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن الرافعي قولها إن قرار الحكومة يأتي بعد أن استمر سليمان «في إساءاته المتكررة وعبر لقاءاته الشخصية وكتاباته في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والموجهة ضد المملكة الأردنية الهاشمية وقيادتها ورموزها السياسية ومؤسساتها الوطنية ومواطنيها والتي لم تتوقف رغم التحذيرات المتكررة له بعدم استغلال الضيافة الأردنية لتوجيه الإساءات ومنذ فترة طويلة».
وأضافت إن «السيد سليمان استخدم أراضي المملكة كمنبر للتشكيك بمواقفها وتوجيه الاتهامات الباطلة لها وفي أكثر من موقع وأكثر من تصريح وأكثر من مرة، إضافة إلى أنه استخدم الأراضي الأردنية لتوجيه الإساءات المباشرة لدول عربية شقيقة وجارة للأردن، وقياداتها، والتي تربطها بالأردن أوطد العلاقات الأخوية وأمتنها».
وأوضحت الرافعي إن «هذه الإساءات الموجهة للأردن ولأشقائه العرب من الأراضي الأردنية تعتبر خروجا سافرا على كل الأعراف والمواثيق الدبلوماسية، الأمر الذي يرفضه الأردن رفضا تاما». وتابعت إن «قرار الحكومة باعتبار السيد سليمان شخصا غير مرغوب فيه، جاء بسبب عدم التزامه المتكرر بأدنى متطلبات العمل الدبلوماسي في دولة مضيفة تحتضن وتؤوي مئات الآلاف من مواطني بلده الذين لاذوا إلينا طالبين الأمن والأمان في بلد الأمن والأمان والاستقرار».