الكتابة موهبة يمنحها الله لمن يشاء من عباده ويتفاوت الإبداع فيها من شخص إلى آخر وتأخذ أعلى درجاتها عند الكاتب القارئ أكثر حيث تتنوع مصادر المعرفة ويتنور فيها في كتاباته وتخرج عن الأسلوب الإنشائي والذي نجده عند بعض الكتاب التقليدين علماً بأن الكاتب ليس مهيأ أن يكتب في أي لحظة وفي أي وقت وقد حدثني أحد الكتاب عن موقف مرّ به من خلال مشواره في الكتابة عندما طلب منه شخص أن يكتب في الموضوع ( الفلاني) فرد عليه لا أستطيع أن أكتب في أي وقت أنما هي ملكة تحضر وتغيب وهذه حقيقة مشاهدة حيث بعض الكتاب تمر به حالات لا يستطيع أن يكتب كلمة واحدة وربما توقف أسابيع وأشهر ويفسر عند البعض وخصوصاً الذين يجهلون أسباب عدم الكتابة بأن هذا عزوف وتوقف أيضاً هناك عزوف كلي عن الكتابة وهذا ملموس وكثير من الكتاب الذين لهم صولات وجولات في الكتابة الصحفية توقفوا عن الكتابة نتيجة لقناعات يحتفظون بها لأنفسهم والتي عادة تفسر من قبل القارئ أن المناخ الصحفي قد لا يشجع على الكتابة إضافة إلى قلة الوعي عند بعض القراء الذين يؤولون ويفسرون كتاباتهم بالطريقة التي تحلو لهم وهذا العزوف قد يكون في سنين مضت أما الآن لا أعتقد أن العزوف سوف يكون حاضراً مثل ما حصل في السنين الماضية لأن بيئة العمل الصحفي تحسنت عن ذي قبل كثيراً وارتفع سقف الحرية والوعي لدى القارئ بالإضافة إلى ما استجد في التقنية التي تخدم الكاتب من خلال تنويره ببعض المعلومات السريعة التي يحتاجها في مقالاته فلهذا أستطيع أن أقول إن العزوف عن الكتابة تحكمه ظروف تعود للكاتب والتي أشرت إلى بعض تفسيراتها من القارئ علماً بأنني لا أستبعد مبررات أخرى عند الكاتب والذي يوعزها بأن ليس عنده جديداً يقدمه للقارئ فلهذا فضل العزوف عن الكتابة نهائياً وهذا ما لاحظناه عند بعض رواد العمل الصحفي في المملكة بالرغم أن عندهم الكثير الذي ممكن أن يقدموه للقارئ ولكنه التواضع وإعطاء رسالة للجيل الجديد أن الكتابة الصحفية ليست بحثاً عن الشهرة إنما خدمة هذه الأمة واذكر بهذه المناسبة حديثاً دار بيني وبين أحد الصحفيين عندما سألته لماذا اختفى الكاتب فلان الذي يكتب في جريدتكم فقال هو الذي طلب إعفاءه من الكتابة وقال إنني لا أرغب أن أكتب في ظل الشهرة التي كونتها الجريدة لي عند القراء وبضاعتي في الوقت الحاضر لا ترتق لما أومن به من خلال مشواري الصحفي والذي قد يزعزع الثقة التي منحني إياها القرئ الذي أعتز بتشجيعه وتقديره.