عن عمرٍ جاوز التسعين عامًا (1344 -1435هـ) غادرنا إلى الرفيق الأعلى معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر بعد معاناةٍ دامت أشهرًا مع المرض لزم فيها السرير الأبيض بمستشفى الملك فيصل التخصصي وانقطع فيها عن محبيه ومريديه الذين كانوا يتتبعون أخبار حالته الصحية عبر عائلته دون أن تتاحَ لهم عيادتُه، وعصر أمس كان الموعدُ مع إعلان الخبر الفاجع برحيل أحد رموز الوطن الذين أمضوا عمرهم في خدمته بدءًا من عام 1380هـ حين عاد أولَ مبتعثٍ يحمل شهادة الدكتوراه في التأريخ من بريطانيا وعمله أستاذًا في جامعة الملك سعود ووكيلاًً لها ورئيسًا لهيئات حكومية ووزيرًا للصحة والمعارف ووزير دولة ومؤلفًا وباحثًا وصاحب مجلس أسبوعي عامرٍ بالبحث الجاد والحوار الهادئ كما هما صفتاه المعروفتان عنه» الجدية والهدوء» عدا حرصه على صلة الناس وحضور مناسباتهم ومشاركتهم أفراحَهم وأتراحهم، وكان كتابه الأثير(وسم على أديم الزمن) الذي أصدر منه أكثر من خمسة وثلاثين مجلدًا حتى الآن هو عمله الأخير الذي ينتظر استكماله بعد وفاته حيث أكمل معظم مسوداته في حياته.
والجزيرة التي آلمها النبأ تتوجه لأسرته الصغيرة وأبناء الوطن بالعزاء وتخص زوجته وابنه محمدًا وبناته عبير ولمى وأريج وإخوانه الشيخ محمد والدكتور حمد والمهندس أحمد واخواته وتدعو للراحل الكريم بالمغفرة والرضوان.
وسوف تتم الصلاة عليه رحمه الله عصر غد الثلاثاء في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أمام مقبرة النسيم، «إنا لله وإنا إليه راجعون».