وسط إجراءات أمنية مشددة من الجيش والشرطة، يتوجه الناخبون المصريون صباح اليوم وغدا إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد بعد ثورة شعبية دعمها الجيش أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من السلطة، ويبلغ تعداد من لهم حق التصويت في أرض الكنانة نحو 54 مليون ناخب موزعين على 28 محافظة، فيما يتنافس على زعامة مصر مرشحان اثنان لا ثالث لهما، هما المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري الذي يحظى بشعبية جارفة بين أوساط الشعب المختلفة، وهو يخوض الانتخابات متكئا على رصيده ومجده الذي صنعه عندما انحاز للشعب في ثورة على حكم جماعة الإخوان، أما المرشح الثاني فهو الصحفي والسياسي الناصري حمدين صباحي، الذي يعتمد على تاريخه السياسي والبرلماني، وهو رقم صعب في المعادلة السياسية بمصر وحل ثالثا في الانتخابات الماضية، وهو يراهن على أصوات الشباب والقوى الثورية، وبعض مؤيدي الإخوان الكارهين للسيسي، مما يزيد من حدة التنافس وإن كانت المؤشرات الداخلية ونتائج تصويت المصريين بالخارج تؤكد أن حمدين سوف يكتفي بالتمثيل المشرف، كما يتوقع الخبراء فوزا كاسحا للسيسي نظرا لشعبيته الجارفة، فيما أكد اللواء سيد ماهر، مدير الإدارة العامة للانتخابات، استعداد الإدارة التام للإشراف على العملية الانتخابية، لافتًا إلى أن الإدارة لديها 11112 مركزًا انتخابيًا و13899 مقرًا باللجان الانتخابية على مستوى الجمهورية وقال «ماهر»: إن الإدارة العامة للانتخابات تستعد لاستقبال 53 مليونًا 909 آلاف و606 ناخبين، مضيفًا: تم التنسيق مع الشرطة على مساعدة المواطنين كبار السن للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
إلى ذلك أعلنت مؤسسات الدولة المصرية حالة الطوارئ، استعدادًا للانتخابات الرئاسية، حيث أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عدم غلق اللجان الانتخابية أبوابها حتى آخر ناخب في محيطها، واهتمت الحكومة ووزاراتها المعنية بتشكيل غرف عمليات للمتابعة، واستعدت وزارة الداخلية بقواتها لتأمين العملية الانتخابية، ورفضت دار الإفتاء الدعوات بمقاطعة التصويت واعتبرته بمثابة عدم تقدير للوطن.
وضعت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، قواعد إرشادية للقضاة والناخبين تنظم العملية الانتخابية، في يومي الاقتراع بانتخابات وأوضحت، أنه يسمح لوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية، المصرح لها من لجنة الانتخابات الرئاسية، دون التدخل في العملية الانتخابية بأي شكل من الأشكال، بتغطية إجراءات الاقتراع والفرز وإعلان النتائج، وأنه يحظر إجراء أي مقابلات أو أحاديث داخل مقر اللجنة أو في جمعية الانتخاب، ويسمح أيضا للزائرين، وهم أعضاء المفوضيات الانتخابية من مختلف دول العالم، وهم ضيوف لجنة الانتخابات الرئاسية، ويندرج تحت وصف الزائرين الدبلوماسيين المصرح لهم بالمتابعة من لجنة الانتخابات الرئاسية، ويسمح بدخول مترجم مرافق للزائرين الأجانب، على أن يكون حاملا لتصريح صادر من لجنة الانتخابات الرئاسية، وللزائر حقوق المتابع، وعليه الالتزام بالضوابط التي يلزم بها وأوضحت، أن عملية الاقتراع تبدأ في تمام الساعة التاسعة صباحا حتى لو لم يحضر من يمثل المرشحين أو أي منهما، وأن يبدأ الاقتراع بالسماح لرئيس وأمناء وموظفي اللجنة الفرعية بالإدلاء بأصواتهم، كما يسمح لمندوبي المرشحين حال قيدهم بكشوف الناخبين الخاصة باللجنة بالإدلاء بأصواتهم، والسماح للناخبين بالدخول بأولوية الحضور، ويحدد رئيس اللجنة عدد الناخبين المسموح لهم بالدخول وفقا لعدد كبائن الاقتراع داخل اللجنة، ويتحقق رئيس اللجنة من هوية الناخب بنفسه من واقع بطاقة الرقم القومي، ولو لم تكن سارية، ولا يعتد في إثبات شخصية الناخب بأية وثيقة خلاف بطاقة الرقم القومي سوى جواز سفر ثابت به الرقم القومي، كما يتحقق من عدم وجود حبر فسفوري على أصابع الناخب قبل السماح له بالتصويت، وختم ورقة الاقتراع بخاتم اللجنة قبل إعطائها للناخب ،كما تبدأ عملية الاقتراع في اليوم الثاني في الساعة التاسعة صباحا وتتبع ذات الإجراءات التي تم إتباعها في اليوم الأول، وفي تمام التاسعة مساء يتم حصر أعداد الناخبين الموجودين بحرم جمعية الانتخاب الراغبين في التصويت وإغلاق مداخل جمعية الانتخاب والسماح لمن تم حصرهم بالتصويت وقالت لجنة الانتخابات الرئاسية: إن عملية الفرز بانتخابات رئاسة الجمهورية ستتم داخل اللجان الفرعية، وتجمع اللجنة العامة كشوف الفرز المعدة بمعرفة اللجان الفرعية لجمع أصوات الناخبين، وتثبت إجمالي ما حصل عليه كل مرشح من جميع اللجان في محضر، وعقب انتهاءللجنة من أعمالها تعلن حصر عدد الأصوات الصحيحة التي حصل عليها كل مرشح، على أن تتم جميع الإجراءات السابقة في حضور من يوجد من المرشحين أو وكلائهم وممثلين عن منظمات المجتمع المدني.