بدأ المجلس العالمي للمتاحف (ICOM) تنظيم الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف في سنة 1977م، حيث خرجت الفكرة إلى النور أثناء اجتماع الجمعية العامة للمجلس في موسكو، ويحتفل به سنوياً في 18 مايو من كل عام, أو حول هذا اليوم من شهر مايو، حيث إن الاحتفال لا يقتصر على هذا اليوم فقط، بل قد يستمر على مدى أسبوع بكامله، وربما يستمر لشهر. والغاية من تنظيم هذا اليوم هو «إتاحة الفرصة للمختصين في المتاحف التواصل مع المجتمع, حيث أصبح المتحف يعرف بمؤسسات تعمل في خدمة المجتمع وتطويره.
ويهدف هذا الاحتفال إلى زيادة الوعي بأهمية المتاحف في تنمية المجتمع. ويشجع المجلس العالمي للمتاحف على مشاركة المتاحف بمختلف أنواعها وتخصصاتها في هذه الاحتفالية، حيث يعمل جاهداً على جمعها سنوياً في هذا اليوم لنشر فكرة الشمولية والعالمية التي هي إحدى خصائص هذه الاحتفالية التي تتخطى الحدود الجغرافية والحواجز.
وكل عام يجتذب اليوم العالمي للمتاحف مشاركين من كافة أنحاء العالم، ففي احتفالية العام الماضي (2013م) شارك في الاحتفال نحو 35.000 متحفاً يمثلون 143 دولة، وتم ترجمة الملصق الإعلاني لتلك الاحتفالية إلى 38 لغة.
وينتشر هذا الاحتفال عبر قارات العالم الست، وهو الشيء الذي يؤكد شعبية هذا الحدث وأهميته ومدى حرص الدول على المشاركة فيه.
ومن المحطات المهمة في تاريخ تلك الاحتفالية اقتراح المجلس منذ عام 1992م تحديد موضوع خاص للاحتفالية, وجاء ذلك نتيجة تزايد أعداد المتاحف المشاركة في الاحتفال، وكان موضوع 1992م هو «المتاحف والبيئة»، أما في احتفالية عام 2008م فقد تجاوز عدد المتاحف المشاركة عشرين ألف متحفاً من 90 دولة وكان عنوان الاحتفال «المتاحف وسائل للتغير الاجتماعي والتنمية»، وفي عام 2009م كان موضوع اليوم العالمي للمتاحف المتاحف والسياحة, وفي عام 2011م تم الإعلان عن الشراكة مع منظمات دولية وإقليمية أخرى تشارك المجلس العالمي للمتاحف في السعي للحفاظ على التراث ومنها منظمة اليونسكو, وكان شعار تلك الاحتفالية «المتحف والذاكرة، معروضات تحكى قصتنا».
وإذا كان المتحف, كما يقول ريجينا شولز, واقع ملموس يخاطب الحواس, وينقل الحقيقة عن الفن والتاريخ والأحداث, فإن احتفالية هذا العام تحمل العنوان: «مجموعات المتاحف تصنع التواصل»، ويركز على أن المتاحف هي مؤسسات حية تساعد على إيجاد روابط بين الزوار والأجيال والثقافات في جميع أنحاء العالم. وتنطلق الفكرة من توجه العالم حالياً لإيجاد طرق ووسائل تواصل غير تقليدية, ومن ثم يجب على القائمين على المتاحف إيجاد طرق جديدة للتواصل مع مجتمعاتها, عن طريق جعل المجموعات المتحفية أكثر سهولة في الوصول إليها وتكون مناسبة لكل المهتمين.
ويعدّ المتحف المكان الذي يضم المعروضات والأشياء الثمينة لحمايتها وعرضها والاطلاع عليها وفحصها ودراستها, هو أيضاً أحد وسائل الاتصال, التي تعنى بعرض ثقافة وتاريخ وآثار وتقاليد حياة الشعوب ومن ثم نقلها من جيل إلى آخر, ومن شعب إلى آخر.
وموضوع الاحتفالية يبين أن دور العرض المتحفي ليس فقط حكاية القصص عن الماضي, ولكن كيف يمكنه كذلك جذب المجتمع، وإيجاد شعور مجتمعي عام بدور المتحف في تنمية المجتمعات، وتعزيز الصلات القائمة بين المجموعات المختلفة وزوارها.
وحيث إن أحد أهم أهداف هذا اليوم هو تمكين المتحف من الوصول إلى العائلات التي ليست ضمن زوار المتحف المعتادين، لذا يجب أن يتضمن تنظيم تلك الاحتفالية بعض الأنشطة والفعاليات المبهجة والتي تعكس جو المودة والألفة وتبرزها، والتي يجب تترك أثراً إيجابياً على المشاركين في هذا اليوم وتشجعهم على العودة لزيارة المتحف مرة أخرى، وفي سبيل ذلك تتفنن المتاحف في تحقيق ذلك، فبعض المتاحف تخصص جولات مجانية مزودة بمرشدين وتكون مخصصة للعائلات والأطفال، وبعضها يقيم مسابقات في الرسم ويقدم جوائز قيمة، وبعضها يعقد عروضاً موسيقية وفنية، وغيرها من الأمور التي تجعل زيارة المتحف في هذا اليوم مختلفة عن غيره من الأيام.
وتهتم المملكة العربية السعودية بالمتاحف حيث يوجد ثلاثة أنواع من المتاحف:
1- متاحف تابعة للهيئة العامة للسياحة والآثار, مثل المتحف الوطني بالرياض والمتاحف الإقليمية.
2- ومتاحف تابعة لجامعات ووزارات, مثل: متحف جامعة الملك سعود الأثري ويشرف عليه قسم الآثار, ومتحف صقر الجزيرة للطيران يتبع وزارة الدفاع والطيران ومتحف أرامكو حيث يبرز الدور الحضاري والتاريخي لصناعة الزيت.
3- ومتاحف خاصة لأفراد من المجتمع, مثل متحف المدينة الإعلامي في المدينة المنورة ومتحف عبدالرؤوف خليل في جدة وغيرها من المتاحف الخاصة.
وتقوم الهيئة بعمل مميز لخدمة المتاحف بشكل عام حيث تقوم بتوعية أصحاب المتاحف الخاصة بأهمية هذه المتاحف والدور الذي يقومون به في خدمة المجتمع, كما تقوم بعمل دورات تدريبية في كيفية العناية بهذه المتاحف.
وتمتلك الهيئة العامة للسياحة والآثار كمية ضخمة من القطع الأثرية, المكتشفة من مواقع أثرية في مختلف مناطق المملكة, حيث تحرص على عرضها للجمهور في متاحف وعروض متحفية داخل المملكة وخارجها.
وبمناسبة هذا اليوم تقيم الهيئة العامة للسياحة والآثار والجامعات السعودية فعاليات توعوية بأهمية المتحف في جميع متاحف المملكة. وقد قام بعض أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية بتوعية الطلاب بالدور المهم الذي يقوم به المتحف في التعريف بآثار وتاريخ وحضارة المملكة على جميع الأصعدة المحلية والعربية والإسلامية والدولية, وكان خير مثال لذلك معرض روائع آثار المملكة الذي بعكس حضارتنا القائمة والممتدة عبر آلاف السنين.