سجّل عددٌ من المروجين وتجار المخدرات اعترافاتهم باستهداف الطلاب والطالبات، مؤكّدين أن أفضل موسم لهم لتصريف حبوب الكبتاجون المخدرة والحشيش وقت الامتحانات.
وتحدث عددٌ منهم لـ«الجزيرة» من داخل أسوار إصلاحية الحائر جنوب العاصمة الرياض أنهَّم يقضون عقوبة السجن بمدد مختلفة بعد أن تَمَّ القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنيَّة.
وقال أحد المروجين بالعقد الخامس من العمر: إن له قرابة الـ19 عامًا يتعاطى حبوب الكبتاجون والحشيش المخدر وتَمَّ القبض عليه عدَّة مرات والحكم عليه بعدة أحكام مختلفة، مشيرًا إلى أنه بالمرة الأخيرة تَمَّ القبض عليه وبحوزته (54) ألف حبة كبتاجون بعد أن استلمها من أحد الأصدقاء وقبل توزيعها تَمَّ القبض علي وصدر حكم شرعي يقضي بسجني ثلاث سنوات و300 سوط على عدَّة دفعات مختلفة.
وفي السياق اعترف مروّج آخر كان طالبًا جامعيًّا بالسنة الثانية بكلية الطب مؤكِّدًا أنه كان متميزًا بالدراسة وموعود من قبل الجامعة في حالة استمراره على هذا المستوى سوف يتم ابتعاثه لدرجة الماجستير ولكن رفقاء السوء ورطوني بتعاطي الحشيش وحبوب الكبتاجون وتم القبض علي وبحوزتي نصف كيلو حشيش عند نقطة تفتيش ومن ثمَّ حكم علي بالسجن ثلاث سنوات، مؤكِّدًا أنَّه دمر مستقبله نهائيًّا.
وقال مروّج آخر ضبط بحوزته (30) كيلو حشيش يقدر سعرها (420) ألف ريال، قبل أن يقوم ببيعها على المتعاطين حيث كان يخطط لترويجها على عدد من الطلاب والطالبات بعد أن قال له أشخاص: إنّهم يعرفون أشخاصًا سوف يصرفونها فورًا على زبائن يدرسون بالمرحلة الثانوية والجامعات، مؤكِّدًا أن أفضل زبائن للمروّجين هم صغار السن من الطلاب والطالبات.
كاشفًا أن المهربين وحسب المعلومات التي تدار داخل مجتمع المروجين أن أغلب المهربين من الجنسية السورية واليمنية، مؤكِّدًا أنّه حكم عليه بالسجن (10) أعوام وجلده (500) جلدة على عدَّة دفعات.
وبيَّن المروّج أنّه يدرس بالمرحلة الثانوية والتحق بدورة لمدة عام صيانة إلكترونيات ويتم منحه شهريًّا مكافأة ماليَّة قدرها (800) ريال من قبل المؤسسة العامَّة للتدريب المهني وفق اتفاقية مع المديرية العامَّة للسجون التي بدورها أقنعت السجناء بالفوائد التي سوف يجنيها السجين من حصوله على هذه الدوريات.
وفي ذات السياق تحدّث مروّج آخر بأنّه تم القبض عليه قبل عام وحكم عليه بالسجن (5) سنوات و(400) جلدة بعد القبض عليه وبحوزته (1000) حبة كبتاجون، مؤكِّدًا أن له قرابة سبع سنوات يعمل بترويج المخدرات وكان من المستهدفين ويعدّون زبائن يدفعون مبالغ كبيرة هم الطلاب والطالبات وكذلك أوقات الإجازات.
وأكَّد أن بعض المروِّجين في حالة وجود أشخاص وفتيات ليس معهم مبالغ ماليَّة يتم ابتزازهم مقابل تسليمهم كميات بالمجان والبعض الآخر يطلب منهم ترويج كميات وتوزيع المبالغ بينهم.
كذلك اعترف شاب بالعقد الثالث من العمر أن له قرابة سبع سنوات وهو يمارس التعاطي والترويج وكان يستهدف الطلاب بشكل كبير جدًا، حيث ضبط وهو في طريقة لترويج (28) جرامًا من الحشيش على طلاب وبعد وضع كمين مشترك بين الهيئة ومكافحة المخدرات.
وأكَّد مروّج آخر أن له قرابة 12 عامًا يمارس التعاطي والترويج وتَمَّ القبض عليه خلال هذه الفترة ثلاث مرات آخرها القبض عليه وبحوزته قرابة مليون وخمسمائة حبة كان يخطط لترويجها على الطلاب بغرب الرياض، مؤكِّدًا أنه تَمَّ القبض عليه قبل تسليم كمية تقدّر بـ(800) حبة كبتاجون لشخص سبق أن خطط مع طلاب لترويجها عليهم بثلاث مدارس بالرياض.
الجدير بالذكر أن المديرية العامَّة للسجون تبذل جهودًا مضنية لتصحيح أفكار السجناء بوضع برامج متنوعة من أبرزها إقامة دورات صيانة حاسب آلي وإلكترونيات وكذلك حفظ كتاب الله وإلقاء محاضرات دينية وتوعوية على السجناء بهدف تغيير مسارهم وإبعادهم عن أصدقاء السوء.
وكذلك وضعت وزارة الداخليَّة سيارة متخصصة تابعة للأحوال المدنية لإصدار وتجديد بطاقات الأحوال وسجل العائلة لخدمة السجناء.