في الاتفاقية التي وقعتها مؤسسة الجزيرة للصحافة والنشر مع جامعة الملك خالد لتأسيس «كرسي صحيفة الجزيرة للإعلام السعودي» أكدت صحيفتنا الغراء الجزيرة أنها تجسد الروح الوطنية التي تعمل من خلالها على أرض الواقع بتأسيس مثل هذه المشاريع التي تهدف إلى رفع مستوى الإعلام السعودي الوطني, وحيث إن الإعلام بشكل عام هو السلاح الأكثر أهمية في حضارة ومسيرة أي دولة ومجتمع في العالم فإن أهميته تأتي على درجة عالية، وتأسيس المراكز المتخصصة في نشر الوعي الإعلامي الوطني سيكون له دوركبير ينعكس إيجاباً على مسيرة البناء والتطوير في المملكة.
الإعلام بشكل عام بما فيه ما أسميته الإعلام الشعبي الذي يشمل إعلام المواطنين من خلال وسائل التواصل الاجتماعية أو ما يعرف بالإعلام الجديد الذي أخذ مساحة واسعة مؤخرا في حياة المجتمع السعودي من حيث نقل وصناعة وترويج الخبر, وحين يترك مثل هذا الأمر دون ضوابط فإنه سيكون ذا اثر سلبي على المجتمع السعودي ككل, ولكي تكون هذه الضوابط مثمرة يجب توفر الوعي الإعلامي وبنائه على أساس الروح والقيم الوطنية المتسقة مع طبيعة المجتمع وثوابته الدينية والوطنية والقومية.
هذه الكراسي التي أسستها صحيفتنا الحبيبة مع عدد من الجامعات يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح, هذه الخطوة تجمع ما بين عاملين أساسيين لنجاح أي أمر وهما الخبرة والعلم, فخبرة الجزيرة في هذا المجال هي إرث وطني ليس حكرا فقط على هيئة تحرير الجزيرة بل وكما تؤكد هي في توقيعها لمثل هذه الاتفاقيات هو إرث للوطن كله ومتاح لكل من يريد التعلم منه واستخدامه للصالح العام, أما عامل العلم فيتمثل في الجامعات التي ستعمل من خلال مناهجها وقدراتها العلمية على الاستفادة لتأهيل وتقديم الكوادر الوطنية العاملة في المجال الإعلامي التي ينتظر منها أن تكون يدا تبني مع أيادي أبناء الوطن الأخرى العاملة في كافة المجالات.
الإعلام هو روح الوطن ومرآته وحروف تاريخه الذي يُقرأ في المستقبل, ومواكبة التطور الهائل في مجال التواصل والاتصال بين الناس جعل من كل إنسان إعلاميا بطبيعة ما يقوم به في حياته اليومية, لكن الإعلام مهنة وفكر له أصوله وقواعده وأسسه التي إن خرجت المسيرة عنها أصبح الإعلام سلاحا لا يعرف أين ومن ومتى يضرب, شكراً للجزيرة الصحيفة الوطنية على هذه الخطوة، وشكرنا يأتي تشجيعا لها لمزيد من مثل هذه الإجراءات وبنفس الوقت تحفيزا لغيرها للاقتداء والمساهمة في نشر الوعي الإعلامي, ليست منافسة من أجل من الأفضل, بل لتكون المنافسة لكي يكون الوطن كله الأفضل.