تعقيبًا على ما كتبه الأخ صالح التويجري في صفحة (عزيزتي الجزيرة) قبل ثلاثة أسابيع ومطالبته التوسع في قبول السعوديين والسعوديات في كليات الطب أقول: إنها منذ أن كانت صغيرة في المرحلة الابتدائية وهي تهوى الطب، وكانت تجمع الأدوية التي تحضرها أسرتها للتداوي بها، وعندما ينتهون منها وتضعها في مكان آمن لتصرفها لأسرتها إن احتاجوا لها مرة أخرى، تداوي الصداع والمغص ولصقات الجروح ومراهم الحروق وكانت معلقة السماعة وروب الطب في غرفتها.
كبرت أفنان وكان حلمها الذي يراودها منذ الصغر أن تصبح طبيبة؛ لأنّها عشقت هذه المهنة مع علمها بصعوبتها، فاجتازت المرحلة الثانوية بتقدير ممتاز وقدرات جيدة، فأصرت على والدها وألحت عليه بأن يوافق على دخولها كلية الطب وذهب والدها إلى جامعة الملك سعود وحاول معهم قبول ابنته فرفضوا بحجة أنها تنقصها ثلاث درجات في القدرات وأسقط في يد الوالد، كيف يخبر ابنته بأن حلمها أصبح في مهب الريح، بل وتزروه الرِّياح يمنة ويسرة ولكن الوالد اخفى ذلك فألحت عليه أن تعرف هل تَمّ قبولها في كلية الطب، فلم يستطع الإجابة على سؤال ابنته وفضل الصمت، ولأنها ألحت عليه قال لها: لم يقبلوك يا ابنتي.. وهنا انهارت أفنان وأخذت تبكي، وقالت: هل فعلاً فقدت الأمل يا والدي؟ ويتساءل والدها: لماذا جامعة الملك سعود لا يقبلون شابات هذا الوطن وإدخالهن إلى كلية الطب وبلادنا بحاجة إلى طبيبات سعوديات يخدمن وطنهن ومجتمعهن؟ فهل يتحقَّق حلم أفنان بارتداء معطف الطب؟ وهل تحقِّق الجامعة حلمها مع المئات من زميلاتها اللاتي يرغبن في مهنة الطب؟