قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس الجمعة في كلمة ألقاها في مؤتمر موسكو الثالث للأمن الدولي إن الوضع في ليبيا يثير قلقا متزايدا حيث من الواضح أنه وصل الى طريق مسدود. وأضاف لافروف أن لا أحد من «أصدقاء ليبيا» يستطيع إخراج البلاد من هذه الأزمة وحده.
وحذر وزير الخارجية الروسي من أن تفكك ليبيا بشكل نهائي سيؤدي الى ظهور بؤرة جديدة للتوتر ومصدر دائم للمخاطر في منطقة الصحراء والساحل ، حسبما افادت «وكالة أنباء موسكو» الروسية. وكان قد وصل إلى القاهرة امس الجمعة علي زيدان، رئيس وزراء ليبيا السابق، قادما من الأردن فى زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يلتقي خلالها عددا من المسؤولين والشخصيات المهمة لبحث تطورات الأوضاع في بلاده. وكان زيدان، الذي غادر ليبيا في آذار/مارس الماضي بعد قيام المؤتمر الوطني العام فى ليبيا بعزله وتعيين وزير الدفاع في المنصب، صرح قبل يومين بقوله: «إن الأوضاع فى ليبيا الآن لن تنجلى إلا بإزاحة المؤتمر الوطنى العام وتكليف هيئة كتابة الدستور بالقيام ببعض مهامه على أن يكون هذا التكليف محدودا».
كما دعا زيدان إلى الانضمام إلى ما وصفه بـ «الحراك الشعبي الموجود الآن بين الجيش والشعب والحد من نشاط الكتائب المسلحة وتحقيق الأمن والسلام فى البلاد». يذكر أن ليبيا تشهد توترا أمنيا منذ يوم الجمعة الماضي عندما اطلق مايسمي بـ «الجيش الوطني الليبي» بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر القائد السابق للقوات البرية للجيش الليبي عملية»كرامة ليبيا» ضد ما يصفهم بـ «المتطرفين».
من جهة اخرى أعلن مجلس الوزراء المصري متابعته باهتمام بالغ تطورات الأحداث المتسارعة في ليبيا، وأكد دعم مصر حكومة وشعبًا لضرورة إنهاء الانقسام القائم على الساحة الليبية وأهمية وقف إراقة دماء الأشقاء الليبيين، وحرص مصر على وحدة التراب الليبي واستقرار ليبيا، وتحقيق تطلعات وطموحات شعبها الشقيق، ورفض أي تدخل خارجي في شئونها الداخلية، كما أدان المجلس محاولات البعض داخل وخارج ليبيا للزج بمصر في التطورات الجارية هناك التي تعتبرها مصر شأنًا ليبيًا خالصًا.
وأكد المجلس أن مصر على اتصال دائم بجميع الأطراف العربية المعنية بالشأن الليبي ودول الجوار، فضلاً عن الأطراف والمنظمات الدولية للتشاور حول أفضل السبل المتاحة لسرعة الخروج من المأزق الراهن. وقرر مجلس الوزراء تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير الدفاع أو من ينوب عنه، وعضوية كل من وزراء الداخلية، والخارجية، والنقل، والصحة، والتضامن الاجتماعي, والطيران، وتكون اللجنة في حال انعقاد مستمر لمتابعة الموقف.
ونوه المجلس إلى الأهمية البالغة التي يوليها لتأمين أرواح المصريين في ليبيا، ويشدد على التنسيق القائم بين أجهزة الدولة ومؤسساتها للتعامل مع تطورات الأوضاع هناك، ومع كل السيناريوهات المحتملة وفقًا للتطورات الأمنية على الأرض بما يكفل سلامة المواطنين المصريين هناك وذلك بالتنسيق التام مع السلطات الليبية. وفي الشأن الميداني ذكر مصدر عسكري في مدينة بنغازي، شرق ليبيا أن معسكر القوات الخاصة في المدينة تعرض امس الجمعة لقصف صاروخي نفذه مجهولون.
وأوضح المصدر لـ «وكالة أنبـاء التـضامن» الليبية أن ثلاثة صواريخ جراد، على الاقل، سقطت في ساحة المعسكر. وأضاف: «لم تسفر عملية القصف عن سقوط ضحايا، نظراً لسقوط الصواريخ في ساحة المعسكر». فيما اصيب عشرون مدنيا بجروح ليل امس الجمعة عندما سقطت قذيفة على احد المنازل في بنغازي، شرق ليبيا، وفق مصدر طبي.