الظهور الإعلامي الأول كان في النسخة الثانية من برنامج شاعر المليون للأطفال، ميلاد نجم الشبل محمد بن عبدالرحمن الجبرين.. كان في الثامنة من عمره.. ألقى محمد قصيدة «نصيحة محب» وهي رسالة موجهة لأترابه آنذاك من الأطفال والجيل الناشئ.. يحثهم على الجدّية والاجتهاد والإنتاجية والاقتداء بالنماذج الطيبة..
تقدّم للنسخة الثانية من برنامج شاعر المليون للأطفال حوالي 500 طفل، تأهل من بينهم 15 طفلاً فقط، وكان محمد على رأس القائمة..
جذبت موهبته العيون وأسرت إطلالته الألباب.. له حضور جميل.. ويملك جرأة في الإلقاء والمواجهة الجماهيرية.. بعد شاعر المليون بأقل من شهر كان الموعد في نادي الهلال، حيث شارك محمد في أمسية شعراء الهلال، فأجاد وأبدع بين شعراء كبار؛ مما جعل الشاعر الكبير راشد بن جعيثن يهديه مسبحته الزرقاء؛ إيماناً بموهبته..
بعدها كان الحفل الأضخم الذي نظمته موبايلي احتفاء بتحقيق الهلال الدوري والكأس وإكمال عقد خمسين بطولة.. ألقى محمد قصيدة رائعة رددها خلفه إثنا عشر ألف متفرج ملأوا مدرجات استاد الأمير سلمان بن عبدالعزيز بنادي الهلال حيث أقيم الحفل..
وعن مشاركاته الشعرية يقول محمد: شاركت في مناسبات كثيرة تزيد عن سبعين مناسبة معظمها خيرية واجتماعية ووطنية، من دافع مسئوليتي تجاه مجتمعي..
شاركت مع المعاقين، ومع الأيتام، ومع الأطفال المصابين بالسرطان، وشاركت في أعياد الوطن..
لكن تاج مشاركاتي هي المشاركات الوطنية أمام حكام هذه البلاد - رحم الله المتوفى منهم وحفظ الأحياء ووفقهم لكل خير.
كان لمدارات مع شبل الشعر المتميز محمد الجبرين هذا الحوار:
* حدثنا عن الكلمة والقصيدة التي ألقيتها بين يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله؟
- هذه المشاركة هي عروس شعري ومشاركاتي.. هي القمة التي لن أرضى بأدنى منها.. اختارتني وزارة التربية والتعليم ضمن وفد رفيع سيزور الملك لتهنئته بنجاح العملية الجراحية وسلامة الوصول لأرض الوطن.. قابلت نائب الوزير - آنذاك - الأستاذ فيصل المعمر، وقال: هناك مدير تعليم سيلقي كلمة نيابة عن مديري التعليم، وهناك معلم سيلقي نيابة عن نصف مليون معلم ومعلمة، وأنت يا محمد ستلقي نيابة عن خمسة ملايين طالب وطالبة!
تملكني وقتها شعور بالفخر والاعتزاز.. وقلت: أبشر.. أنا لها إن شاء الله.. وفي اليوم المحدد حضرنا للديوان الملكي، وإذا بالناس في جموع كثيرة جداً جداً.. وبعد أن حضر الملك - حفظه الله- ألقى السلام على الجميع ثم بدئ البرنامج بالقرآن الكريم ثم توالت الكلمات.. وكانت مشاركتي هي الأخيرة.. ومن حسن الحظ أنني وفقت فيها كثيراً وضحك الملك لكلماتي وداعبني ببعض الكلمات، وسألني عن عمري ودراستي ودعا لي بقوله: «الله يوفقك ويحفظك ويستر عليك».. كلماته الأبوية لا تزال تدور في خلدي وتعانق مسامعي ولا أنساها ما حييت.
مشاركة أخرى أفتخر بها كثيراً عندما تم اختياري من قبل المنظمة العربية لحقوق الطفل لقيادة أطفال يمثلون جميع الدول العربية، وقمنا بزيارة ولي العهد - آنذاك - الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله-، وقدمنا أوبريت الطفولة العربية بين يدي سموه في قصره بالرياض.. كان جواً مفعماً بالأبوة والحنان.. لم تكن الابتسامة تفارق محياه كعادته - رحمه الله -..
أسأل الله أن يجعل منزله الفردوس الأعلى في الجنة..
* كيف تحضّر نفسك للمناسبات التي تشارك فيها؟
- طبعاً، بإشراف الوالد - حفظه الله - نبدأ بجمع المعلومات عن المناسبة والجهة المنظمة ثم أكتب القصيدة، ثم أحفظها، وأخيراً أتدرب على طريقة إلقائها برفع الصوت وخفضه وتحريك اليدين وقسمات الوجه والوصل والفصل في الأبيات.
* على ذكر طريقة الإلقاء.. ما قصة (دورة لغة الجسد) التي قرأنا عنها؟
- هذه دورة أقامها أحد معاهد التدريب، واتصلوا بي يستأذنون في استخدام بعض مقاطع يوتيوب المسجلة لبعض مشاركاتي وذلك في محاضراتهم التدريبية.. وكانوا يشيدون بي ويذكرون أنني من أفضل من يستخدم لغة الجسد، وهذا حسن ظن منهم.
* ما جديدك؟
ونحن نعيش الذكرى التاسعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- مقاليد الحكم بين يدي ديوان شعري يضم حوالي ألف قصيدة مما نشر في الصحف السعودية عنه أيده الله.. مشاعر صادقة من أبنائه وبناته المواطنين.. جمعتها خلال السنوات الثلاث الماضية.. وأرجو أن تتهيأ الفرصة وأقدم له هذا الديوان عرفاناً بما يقدمه لوطنه وشعبه.
* حدثنا عن محتوى الديوان؟
- الديوان يضم حوالي ألف قصيدة من الشعر النبطي والفصيح، جمعناها مما نشر في الصحف السعودية خلال الفترة الماضية.. هذا الديوان عمل جبار وضخم استهلك مني وفريق العمل الوقت الكثير والجهد الكبير.. وهو أرقى هدية يمكن أن نقدمها لوالدنا الملك عبدالله.. فهو يضم مشاعر أبنائه.. والمشاعر الصادقة هي أغلى الهدايا، فكيف إذا قدمت في قالب شعري، والشعر أرقى أساليب التعبير الإنساني.
وقد قمنا بعمل الديوان بطريقة جديدة ومبتكرة؛ حيث نأخذ القصيدة بتصميمها في الصحيفة التي نشرت فيها ونقوم بعمل مسح ضوئي لها، وندرجها في الديوان؛ مما أعطى تنوعاً في المدارس الإخراجية من ناحية الألوان والخطوط والتصاميم، وبالتالي يشكل عامل جذب للقراء وللتصفح.
وليبقى هذا الديوان أحد الشواهد على حب الشعب للوالد القائد.. وتوثيقاً لهذه الفترة الزاخرة بالإنجازات والعطاءات.
* بماذا تود أن تختم هذا اللقاء؟
- أقول للجمهور الكريم؛ كثر الله خيركم، لولا الله ثم لولا وقفتكم ومشاعر الحب التي غمرتموني بها لم أكن لأصل إلى ما وصلت إليه.. وانتظروني بثوب جديد وأسلوب مختلف وطرح إيجابي مغاير يرقى لذائقتكم .. وشكراً لجريدتي المفضلة الجزيرة.