بعدما نجح في تغيير موازين القوى في كرة القدم الأسبانية من خلال عمله مع أتلتيكو مدريد على مدار عامين، يسعى المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو إلى منح الفريق حاليًّا لقبه الأول في دوري أبطال أوروبا من خلال الفوز على جاره ومنافسه العنيد ريال مدريد يوم السبت المقبل في المباراة النهائية للبطولة.
وفي مطلع عام 2012م، كانت الكرة الأسبانية لا تزال في القبضة الحديدية للثنائي ريال مدريد وبرشلونة اللذين احتكرا لقب الدوري الأسباني لسنوات دون منافسة حقيقية من أي فريق. ومنذ 2004م، أحكم الفريقان قبضتهما على اللقب الأسباني وحصل كل منهما على عائدات مالية ضخمة أكبر من باقي أندية الدوري الأسباني وذلك من خلال العقود الخاصة بكل منهما للبث التلفزيوني لمباريات الفريق.
وساهمت هذه العائدات الضخمة في زيادة الاعتقاد بأن الفريقين سيواصلان إحكام قبضتهما على الكرة الأسبانية لسنوات عديدة مقبلة.
ولكن سيميوني، الذي يعشق ارتداء الملابس ذات اللون الأسود، كسر هذه الهيمنة وأعلن عن نفسه وفريقه بقوة من خلال عودته إلى ناديه السابق أتلتيكو ليتولى منصب المدير الفني للفريق بعد سبع سنوات من انتهاء فترته الثانية كلاعب متألق في خط وسط الفريق.
ونادرًا ما نجح شخص بمفرده في تغيير موازين القوى بهذه السرعة في أي بطولة دوري كبيرة ولكنه نجح في تحويل أتلتيكو من فريق يسعى للهروب من شبح الهبوط إلى فريق قادر على المنافسة ثم إلى فريق يتوج بلقب البطولة.
وبعد عامين من عودته إلى أتلتيكو، أصبح الفريق في السماء حيث فاز بلقب الدوري الأسباني للمرة الأولى منذ 1996 وهو نفس العام الذي لعب فيه سيميوني دورًا كبيرًا في فوز الفريق باللقب من خلال تألقه في خط وسط الفريق. وأنهى أتلتيكو الموسم الحالي في صدارة الدوري الأسباني بفارق ثلاث نقاط أمام برشلونة والريال.
والأكثر أهمية أن الفريق سيلتقي الريال يوم السبت المقبل في المباراة النهائية لدوري الأبطال بالعاصمة البرتغالية لشبونة وذلك بعدما أطاح ببرشلونة أيضاً من دور الثمانية للبطولة.
وخلال عامين ونصف العام فقط، قاد سيميوني فريق أتلتيكو للفوز بأربعة ألقاب مما دفع لاعبي الفريق إلى الإشادة بهذا المدرب وإبداء الامتنان له. وقال خوان فران مدافع الفريق «تطور مستواي بنفس قدر تطور مستوى الفريق منذ وصول سيميوني. رويدًا رويدًا، تطورنا إلى فريق رائع لديه الشخصية والروح وعقلية الانتصارات».
كما قال سيميوني، بعد الفوز بلقب الدوري الأسباني من خلال التعادل 1/1 مع مضيفه برشلونة يوم السبت الماضي: «هذا الانتصار تحقق بفضل العمل الجاد. الفريق تفهم دائماً مدى أهمية العمل الجاد والصمود».