أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، أن مجلس الأعمال السعودي البريطاني يشكل جسراً لتيسير تبادل الخبرات والأفكار بين البلدين، راجيا في هذا الصدد من المجلس أن يأخذ بزمام المبادرة في دعم تدريب الشبان السعوديين المتخرجين -مؤخراً- من جامعات بريطانية ضمن برنامج الابتعاث.
كما أكد أن المملكة تجني تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- منافع اقتصاد حر قوي وحكومة مستقرة مواكبة للتطورات العالمية الحديثة، مضيفا «اقتصادنا نابض بالحيوية والفرص المتاحة أمام المستثمرين».
جاء ذلك في كلمة له افتتح بها أمس الأول في لندن معرض وملتقى الاستثمار السعودي البريطاني.
وقال الأمير محمد بن نواف إن علاقات الصداقة بين السعودية والمملكة المتحدة تعود إلى تاريخ بعيد، مؤكدًا أن الزيارات المتبادلة بين البلدين ليست شكلية إنما تخدم أغراضًا حقيقية، مضيفا أن سفارة خادم الحرمين الشريفين تشجع بشكل فعال التعاون بين البلدين على المستويات كافة.
وتابع: «آمل في أن يلهمنا هذا الملتقى على سبيل إنجاز المزيد من ترسيخ العلاقات الاقتصادية والاستثمارية القوية الكائنة فيما بين مملكتينا».
وأشار الأمير محمد بن نواف إلى أن المملكة حازت على المرتبة 14 بين الدول الأكبر حجمًا في العالم، وما لدينا من موارد طبيعية وفيرة قد مكننا من أن نصبح واحداً من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، ذلك فضلاً عن أن البنك الدولي قد وضع المملكة ضمن قائمة الدول الأكثر تشجيعاً للاستثمار والأعمال التجارية في العالم، ولكي ننجز النمو الاقتصادي نحتاج إلى تنويع مصادر الدخل، وذلك بدوره يجعلنا في حاجة إلى شركاء من أمثالكم»، مضيفا «قدم لكم متحدثون مرموقون ومميزون من السعودية والمملكة المتحدة بيانات مفصلة عن معدلات نمونا الاقتصادي، اقتصادنا النابض بالحيوية والفرص المتاحة لمواصلة تطوير علاقاتنا».
وتابع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة «كما أود التحدث إليكم هنا عن الصداقة السياسية والثقافية التي تجمع بين مملكتينا التي تعزز العلاقات التجارية فيما بيننا، إن الصداقة هي الجسر الذي يقود إلى تفاهم أفضل، وذاك لن يؤدي إلا إلى تجارة أفضل، إن مهمتنا بسفارة المملكة هنا بلندن، هي العمل على توسيع ذاك الجسر؛ تطوير تلك العلاقات الثنائية ذات الأهمية الأوسع نطاقاً، وعليه تُشجع السفارة، تشجيعاً فعالاً، التعاون بين السعودية والمملكة المتحدة ليس في مجال الأعمال التجارية فحسب، وإنما كذلك في المجالات الثقافية والتعليمية والصحية والسياسية».
وأضاف هذا السياق «إن الزيارات الوزارية والبرلمانية وسواها من الزيارات المتبادلة فيما بين بلدينا ليست هي أمورًا شكلية إنما هي تخدم أغراضًا حقيقية، إن علاقتنا، بل صداقتنا، مع المملكة المتحدة، تعود إلى تاريخ بعيد، فنحن قد دعمنا بعضنا البعض في أوقات الشدة واحتفينا بنجاحاتنا معًا، نحن نحتاج بالفعل إلى تعميق التفاهم بيننا واحترام كل منا لثقافة الآخر وتاريخه فتلك هي الجذور التي تشكلنا على هيئة أمتين مختلفتين».
وقال السفير «ذلك قد يعني بالنسبة لي تناول الشاي وسندوتشات الخِيار في لندن، وهو قد عني مؤخراً بالنسبة لأمير ويلز ارتداء الثّوب السعودي وشهر السيف عند مشاركته مع أفراد من عائلتي في أداء رقصة العرضة السعودية خلال مهرجان الجنادرية الثقافي في الرياض».
وتابع «إننا في السفارة السعودية بلندن، قد عملنا جاهدين على تشجيع التفاهم بين شعبينا، هنالك تبادل مستمر، ومثمر، للزيارات فيما بيننا من قبل مجموعات كثيرة من وفود ذات نطاق واسع من الاهتمامات يمتد فيما بين الإسكان الاجتماعي وتربية النحل».
وأشار الأمير محمد بن نواف إلى أن من أهم دلائل التطورات في علاقاتنا هو ذلك العدد المتنامي للطلبة السعوديين الذين يدرسون مقررات تعليمية جامعية وفوق جامعية ويحضرون دورات تدريبية بالمملكة المتحدة مستفيدين في ذلك من برنامج المنح الدراسية الذي يرعاه الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وهم بذلك يعودون إلى المملكة ليس فقط بزيادة في المعرفة وإنما كذلك بزيادة في الفهم، فنحن بلد فتي، «فـ20% من مجمل السكان فيه تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاماً، وهؤلاء الشباب السعودي هم مستقبلنا، وهم يتطلعون نحو أداء دورهم في تنمية بلادهم». كما نأمل في السفارة السعودية بلندن أن نكون بالنسبة لمجتمع أصحاب الأعمال فاعلين محوريين في العمل الذي ابتدر وأُنجز من قِبل مؤسسات مثل الغرف التجارية بالمملكة وغرفة التجارة العربية- البريطانية بلندن، وتلك هي هيئات مستقلة تعين على تيسير شؤون التجارة والصناعة بيننا، كما وقد أنشئت -مؤخراً- هيئة تحكيم مشتركة وغير ربحية، وقد كانت سفارتنا فخورة باستضافة التوقيع على اتفاقية إنشاء تلك الهيئة في العام الماضي الذي شهده وزير العدل الشيخ الدكتور محمد العيسى، وقد تمت الآن إجازة إنشاء مركز تحكيم بالمملكة من قبل مجلس الوزراء».
وتناول سمو السفير في كلمته اللجنة السعودية البريطانية المشتركة، قائلا «إن تلك اللجنة التي تم تدشينها بنجاح خلال هذا العام بواسطة ثلاثة وزراء بريطانيين ومن قِبَلِ وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة الذي ترأس أيضاً مجلس الأعمال السعودي- البريطاني المشترك كشفت عن ديناميكية في علاقتنا التجارية والصناعية الثنائية، كما أرجو أن يشجعكم هذا الملتقى على المجيء إلى المملكة كي تشهدوا هذا العهد المثير من النمو والفرص».
وأشار سمو السفير إلى أن هذا الملتقى من الخبراء هو من أفكار الهيئة العامة للاستثمار، معربا عن شكره للمهندس عبداللطيف العثمان لمبادرته وشركتي أرامكو السعودية و»يوروموني» على دعمهما، كما آمل في أن يكون هذا المنتدى مبعث إلهام لأفكار جديدة»، مختتما كلمته بالقول «إن للمملكة تاريخا في تقاسم ثروتها والعمل مع دول أخرى ومنظمات دولية على عون الآخرين على تحقيق مثل ذاك الازدهار الذي نتمتع به في المملكة، فقد كان الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- بوصفه مؤسساً وموحداً للمملكة الحديثة يقول: لا يمكن للمرء أن يكون غنياً إن كان جيرانه فقراء، ونحن في عهد هذا الاقتصاد العالمي المتزايد الترابط نعد جميعاً جيراناً وإخوة في الإنسانية، لذا يتوجب علينا مواصلة السعي معا على سبيل تحقيق استقرارنا ونجاحنا المشترك».
يشار إلى أن ملتقى الاستثمار السعودي البريطاني يهدف إلى تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية التي تزخر بها المملكة، والتعريف بمزايا ومقومات الاستثمار وبحث سبل ومتطلبات تسهيل دخول شركات متميزة عالمياً إلى السوق السعودي والاستثمار فيه، خاصة في القطاعات الواعدة استثمارياً التي تشكل مجالات خصبة لتنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين المملكة وبريطانيا، وفتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات البريطانية الراغبة في توسيع نشاطها الاستثماري بما فيها استثمارات الشركات الصغيرة والمتوسطة القائمة على الابتكار والاقتصاد المعرفي.