ويبقى السؤال: لماذا مازالت السعوديَّة خارج قائمة وجهات السياحة العلاجية وخارج منافستها حتَّى الآن؟ رغم تشكيل فريق بين مجلس الغرف السعوديَّة والهيئة العامَّة للسياحة والآثار وممثلي وزارة الصحة لبحث إمكانية تطوير سياحة الصحة والاستشفاء بالمملكة العربيَّة السعوديَّة عام 2011 وعقد ورشة عمل نظمتها الهيئة العامَّة للسياحة والآثار بالتعاون مع اللجنة الوطنيَّة الصحيَّة بمجلس الغرف السعوديَّة عن هذه الصناعة بإدارة الخبير الدولي في السياحة العلاجية الدكتور بريم جاكيازي رئيس الكونجرس الأمريكي للسياحة العلاجية عبر البث المباشر، وبالرغم من توافر كثير من الخصائص الطبيعيَّة لبيئات علاجية بالمملكة، على غرار تلك البيئات العالميَّة في دول اشتهرت بوصفها وجهات للاستشفاء تلك العين الحارة، في الجنوب الغربي لمحافظة المجاردة بمركز ثربان التي تُعدُّ من أشهر المعالم التي يقصدها المواطنون والسياح للعلاج والاستشفاء في منطقة تزخر بجمال خلاب للطبيعة، بعلاج مياهها الأمراض الجلدية والحساسية وآلام المفاصل والروماتيزم والجلطات وأمراض أخرى. أيْضًا على بُعد 650 كيلو مترًا من منطقة الرياض باتجاه الجنوب نحو محافظة وادي الدواسر، تقع عينان حارتان في مركز «الجوبة»، ذاع صيتهما بين الناس لقيمتهما العلاجيّة.
وتزخر منطقة جازان بالعديد من عيون المياه المعدنية منها الحارة ومنها الفاترة ومنها الباردة أيْضًا، تحتوي على مواد معدنية في شكل أملاح ومواد كيميائية مذابة تُعدُّ علاجًا لبعض الأمراض خاصة الجلدية والروماتيزمية إلى جانب المنظر الجمالي الذي يحيط بها ويحوّلها إلى متنزه طبيعي يجذب الباحثين عن العلاج والمتعة.
وتعد العيون الحارة في قريتي الماء الحار وبني هلال بمركز غميقة بمحافظة الليث من أبرز مواقع الاستشفاء العلاجية والسياحة في منطقة مكة المكرمة، كما تُعدُّ العين الحارة في بني مالك من أبرز المواقع السياحيَّة في منطقة جازان وأهمها. وتمثل «العيون الحارة» التي تنتشر في العديد من المناطق في السعوديَّة بؤرًا لاستقطاب السياح والباحثين عن العلاج الطّبيعي، إلا أن هذه الإمكانات لا تقيم وحدها سياحة علاجية، فحديثنا عن صناعة متكاملة يستبق العالم لاستثمار عائداتها.