فجعت الساحة الشعبية بمصاب أليم وهو فقد الشاعر المعروف عبدالله ابن شايق -رحمه الله-.
قال تعالى: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}، وما وقع هذا الحزن على من يعرفه شخصياً رحمه الله ومن لا يعرفه إلا دليل على محبة الناس له، لأخلاقه الفاضلة وسمعته الحسنة وسيرته الطيبة.
يقول الشاعر حسين بن فهد القحطاني: رحم الله الشاعر الكبير عبدالله ابن شايق الذي كان ألم الناس على فراقه بحجم محبتهم وتقديرهم له في حياته، فقد كان أحد أبرز المجددين في شعر المحاورة وأحد أبرز المتربعين على عرش شعر المحاورة وكان على خلق رفيع وتأبينه أخذ مساحة واسعة على كل القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي، ولو لم يكن جديراً بكل هذه الشعبية ومحبة الناس لما حظي بها -رحمه الله-.
وقال الشاعر فهد المنيخر: برحيل ابن شايق -رحمه الله- فقدت الساحة الشعبية رجلا يمتاز بكل صفات الرجال الحسنة؛ شعرا وشهامةً ومبادئ رفيعة، وكرماً ليس بغريب عن العاطف أو قحطان عموما، وأعرف أنه كان يحسن على الأرامل والأيتام دون أن يعلم أحد بذلك، أسأل الله جلّت قدرته أن يجعل كل ما قدمه في الدنيا الفانية في ميزان حسناته وأن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته.
من جانبه، قال الشاعر حمد الأسعدي: رحم الله الشاعر عبدالله بن شايق فقد كان محبوباً من الجميع لأخلاقه الكريمة وأدبه الجم واحترامه المتبادل مع الجميع، أما على صعيد الشعر فهو من كبار شعراء الرد الذين يحظون بشعبية كبيرة عند الجميع لاحترامه لكل الشعراء بالإضافة لدقته المتناهية في (النقض والفتل وما سواهما من فنون شعر القلطة) -رحمه الله-.
عن قبايل حرب جينا بالعزا صوب اقحطان
في فقيدٍ هو سندهم وإن حضر يوم العتاد
شاعرٍ جزل المعاني ما يجيب إلا السمان
غيبته أكبر فجيعه أثّرت في كل ناد
فارسٍ فوق الكحيله لازمٍ حد السنان
سيف قحطان المحودب في ميادين الطراد
من أساطين المحاور والمكايد والبيان
بالشبه هدّاج تيما مصدّر الحرد التلاد
إن بكاه الشعر ليلة الوفا يبكي زمان
شاعر ماله مقارع معتلي صهوة جواد
الشعر ينعى خليله والقدر بالسبت حان
قد نعى مطلق وفيصل والتحف ثوب الحداد
ولا نسي دور السحيمي مع رجاالله يوم فان
كل جمهورٍ حضرهم من معانيهم أفاد
أسرجوا ليل الملاعب وأكسبوا شرط الرهان
والبديع من المعاني ارتبط فيهم وباد
ومثلهم راحوا فقايد أدركوا سمعه وشان
والعوض والخير باللي بعدهم شب الزناد
وقدمهم قد راح عنا من قبايلنا فلان
وميلة الدنيا شنيعه من عصر كسرى وعاد
يا نجوم الشعر بيني غيبة القمرا ضمان
غاب بدر الشعر عنا بليلةٍ توحش سواد
الحصان اللي جموحٍ إن بدا قيل الحصان
كل ذايق شعر مخلص بابن شايق قد أشاد
مات ابن شايق لعله بالرفيع من الجنان
القدر محتوم قاضي في سجلات العباد
علّ منزاله نعيمٍ بالخلود مع الحسان
والثلاثة مرافقينه في نعيمٍ ما يباد
كل مخلوق زواله بالقدر من يوم كان
كم فنى من جيل وأقفى عن حياته بعد ساد
والختام أزكى صلاتي ما بدا صبحٍ وبان
للنبي وآله وصحبه والسلام أبلغ مراد