ماذا عسانا قائلين عن يوم الخميس التاريخي؟ ومن أين نبدأ الحديث عن هذا اليوم الذي لم يكن يوماً عادياً على الإطلاق في ذاكرة كل رياضي سعودي.. فما كنا نحلم به من إنشاء ملعب حديث على غرار ملاعب جيراننا في الخليج على أقل الأحوال تجاوزناه بكثير، وأصبح عندنا مدينة رياضية تحوي وتفوق كل الجمال والكمال.. فالتصميم المعماري للملعب والخدمات ووسائل الترفيه وتسهيلات الدخول والخروج من الملعب كلها أشياء توفرت في جوهرة عبدالله وأكثر، ويكفي أن هذا الملعب تزين بروح الملاعب المتمثلة بالجماهير والتي كنا نتفوق بها عليهم واليوم نحن نجمع بين جمال الملعب وروحه، وحق لنا أن نفاخر بمدينة رياضية تضاهي أكبر وأرقى المدن الرياضية في العالم..
لا أعرف كيف أبدأ، وماذا أقول عن ذلك اليوم: هل نبدأ بتزامن المناسبة مع ذكرى البيعة التاسعة لوالدنا القائد أم بتشريفه تدشين المدينة الرياضية والملعب والمباراة التي تقام على كأسه أم بابتسامته وكلمته الأبوية للطفل المعجزة ولشعبه.. أم عن المدينة الرياضية الخرافية والملعب الأوروبي الساحر الذي خيل لنا ليلتها أن ما كان يحدث هو خدعة سينمائية قامت على تصوير فريقين محليين يلعبان على ملعب أوروبي!! أم عن الحفل الكرنفالي البعيد عن الكلاسيكية والممتع الذي جذب وأمتع الحاضرين والمشاهدين.. أم عن دخول شركة (أرامكو) الصناعية في الرياضة وتنشيطها وتفعيلها لملف الاستثمار الرياضي الذي كساه الغبار!! أم عن الوقت الوجيز جداً لإنهاء العمل في مدينة رياضية بهذه المساحة الضخمة.. أم عن تحقيق حلم راود شيب وشباب عروس البحر»جدة» طوال ثلاثة عقود مضت.. أم عن خلو الملعب من المضمار وقرب المشجعين من الحدث.. أم عن الانسيابية في حضور المشجعين إلى الملعب وانصرافهم منه بكل يسر وسهولة حيث البوابات الإلكترونية وطباعة رقم المقعد وبوابة الدخول ومكان مواقف السيارات على التذكرة مما يمكن المشجع من الحضور حتى مع بداية المباراة.. أم عن مرافق المدينة الرياضية العملاقة وما حوته من تجهيزات وتسهيلات جمة.. (مسجد مستقل ومصليات عدة متفرقة، صالات مغلقة للألعاب المختلفة، ملاعب كرة قدم رديفة، انترنت مجاني، مصاعد، مطاعم، استوديوهات تحليل، ملاعب تنس، مضامير ألعاب قوى) وغيرها الكثير.. أخيراً لا يتم اكتمال وجمال الجوهرة قبل الحديث عن عريسها الليث الأبيض الذي قدم لها مهراً غالياً وافترس كل من حاول القرب من حماها حتى فاز بودها وقربها وفتحت له قلبها يوم الخميس الماضي، وقدمت له الكأس نظير شجاعته وفروسيته وجندلته كل من حاول الوصول لأرضها.. فهل يستحق غير الشباب الوصول إلى الجوهرة والتشرف بلقاء راعيها، وتقديم مهرها الغالي والفوز بكأسها وامتلاكه للأبد.. وقد سحق كل الكبار الذين ساروا على طريق الوصول إليها بداية ببطل الدوري النصر ثم وصيفه الهلال وبأهداف استعراضية ثم أبرز نيوبه على الكبير الثالث الأهلي عندما وجده يقترب أكثر منهما صوب كأسها وافترسه هو الآخر دون رحمة وبكل سهولة.
يبقى أن نتذكر أنه لكل شيء إذا ما تم نقصانُ.. وأن الزين ما يكمل.. فقد صاحب هذا العرس بعض المنغصات والأحداث التي شوهت جماله.. فأرضية الملعب كانت سيئة جداً لا تتواءم وجماله وفخامته.. والسياج الذي ضرب بين الجمهور والملعب شوه شكل الملعب كثيراً حتى وإن كان له مبرر أمني.. ورمي اللاعب حسن معاذ بقوارير الماء.. ومسرحية على الرصيف التي كان بطلها صالح النعيمة.. وتكسير كراسي الاستاد.. وغيرها أشياء كنا نتمنى لو لم تحدث ولكن جمال المناسبة محا كل سلبياتها في الواقع.