لم يكن في مخيلة أي أحد بأن في ثمن وجبة نستطيع شراء سماً يقتل، ولم يكن في مخيلة أي أحد بأنه في يوم من الأيام ومن بالون يؤخذ كـ لعبة أن يكون سبباً من الأسباب القاتلة أو المؤدية إلى نفس الطريق.
تغير الزمان وتغير الفكر حتى أصبح كل شيء في متناول اليد فلم يعد من الصعب إيجاد ما هو ممنوع سواء كان في الفئة العمرية أو في الثمن بل أصبح الكل يصطاد بدون رقيب أو تأنيب ضمير وأصبحت السموم تباع بأرخص الأثمان وعلى أعين الملأ.
غاز الهيليوم أو غاز المضحك وما يشبهها من غازات سامة تعتبر إحدى الظواهر التي بدأت الانتشار في الحفلات وبين المراهقين والتي أصبحت سموماً تباع بكل بساطة وأمام أعيننا وإضافة على ذلك فإن قلة التوعية أرغمتنا المشاركة في هذه الجريمة دون علم وأبسط مثال عند إقامة الحفلات كحفلات النجاح أو الزواج أو الاحتفال بمولود جديد كان في الماضي لا بد من وجود البالونات والتي تضيف شكلاً آخر للمناسبة ومع مرور الوقت أصبح لكل حفلة نكهة خاصة فلكل مناسبة لابد أن يسود فيها بالونات بطابع مختلف والتي تكون على هيئة مجسم وتختلف المجسمات باختلاف المناسبة زواج أو مولد كان أو مناسبة نجاح أي هناك ملايين المجسمات التي جعلتنا نستغني عن البالون العادي والذي لا يعبأ سوى بالهواء ولا نحتاج إلى جهاز معين لتعبئتها فأبسط شيء لتعبئتها كان بالفم. لنجري وراء الجديد والأفضل دون أي إنذار يذكر!!! ونستبدل الهواء بهذه السموم في تلك المجسمات ولتكون وسيلة حصول سهلة للمراهقين والأطفال عليها.
أصبحنا في عصر غريب بات كل شيء حولنا يقتل. أصبح أولادنا يتناولون الموت بكل رضا وبدون مخاوف باحثين عن غلفة وما يتسمون بها (وناسة، فلة، أو قد يكون إثبات رجولة مبكرة تقتحم مراهقتهم).
لما أصبح من حولنا هكذا الكل يبحث عن بدائل قاتلة. والأغرب من ذلك ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي من مواقف مضحكة باستخدام الغاز المتواجد بالبالون مما يعطيها ترويجاً أكثر ووضعها تحت النطاق المباح مما يدعو الآخرين العيش في نفس التجربة بدون إدراك المخاطر التي تترتب على تلك الدقائق فما تفــعل هــذه الغازات في الإنسان من النزيف الرئوي المؤدي إلى الوفاة الدماغية والتي سجلت أكثر من حالة وفاة بسبب هذه الغازات..
لحظة ضحك وجهل وانفلات وعدم السيطرة على المراهقين والأطفال وتحت ظل استخدام هذه الغازات والإدمان عليها تؤدي إلى مأساة أُسر بأكملها. هل أصبحت أرواحهم رخيصة إلى هذا الحد!!!