لعل العنوان أعلاه، أردت باختياري له عن سواه، إيجاد فرصة في أن يفتح نافذة للنقاش الجاد والحوار بين المعلمين بالمدرسة، كما هو الحال الآن عند من سيقرأ مقالي وهو لا علاقة له بالتعليم، ثم يتساءل عن دور المعلم الآخر غير التعليمي، ودعوني أعيد البوصلة قبل أن تشرّق بي وتغرّب نحو السؤال الأصلي لصلب مقالي، لأسأل مرة أخرى، هل المعلم اليوم دوره محصور في التعليم فقط؟ وبطبيعة الحال سأجد من سيجيب بالإجابة المثالية التي ستكون بـ(لا)، فالمعلم الحريص على النجاح في مهمته، التي يراها (رسالة) قبل أن تكون (مهنة أو وظيفة) يقبض مقابلها راتبا، سيجد أن عليه أن يطلب كل معلومة، ويعانق كل مهارة، ويحاول تنمية أدواته، وتطوير مهاراته، التي من شأنها أن تزيد من قدراته على التواصل الفعّال مع طلابه من خلال المواقف التعليمية والتعلمية اليومية داخل جدر الفصل، أو عبر ميادين المدرسة وأنشطتها المتنوعة ؛ ليكسبهم المعلومة والمعرفة والمهارة، ويضيف إليها «الخبرات اللازمة» التي ستساعد أبناءه الطلاب في التعامل مع مختلف القضايا والمواقف الحياتية التي يتعرضون لها بشكل جيد، وبدون إشكالات، ودون الوقوع في ورطة ما، لقلة خبراتهم إذا ما افتقدوا لها، ثم يجدون أنهم عاجزون أمامها، ولا يمتلكون مهارة تجاوزها، أو حلها، فتبدأ تعقيدات العيش والحياة وعراقيلها معهم، وتصبح الدراسة التي درسوها؛ وكأنها كانت عبثا من أعمارهم، بل كأنهم لم يتعلموا من المدرسة ما يفيدهم في حياتهم العامة.