أشاد عدد من المثقفين حضور ملتقى حاتم الطائي الثاني بحسن التنظيم واختيار الباحثين وتنوّع موضوعاته وفعالياته حيث أكد الدكتور «علي العوني» - الأستاذ المشارك في قسم التاريخ في جامعه الإمام محمد بن سعود الإسلامية - أن حائل لها حضارة عريقة متقدمة، فقد مر بها جميع حجاج المشرق من بلاد الهند وفارس؛ فاستفاد أهلها بما لدى الحجاج من علم، وبما لديهم من تجارة.. وقد حرص النادي الأدبي على التعريف بها. فالمحاور التي تناولها الملتقى ظهرت مغطية لكل التاريخ الحضاري، وأضاف الدكتور العوني: إنني أرى أن يتم التركيز على الجانب الاقتصادي والاجتماعي، فهو ثري بما يحويه، وكذلك الحضاري والذي تبرز فيه ميزة حائل أكثر من الجانب السياسي، الذي لا داعي للحديث عنه، وأبان العوني أن القائمين على تنظيم الملتقى أحسنوا التنظيم واختيار الباحثين، وكان الملتقى رائعا ! وشدني كثيرا كلمه الدكتور نايف المهيلب مدير النادي الأدبي في حائل والتي تصور الكرم الحائلي والمعرفة. من جهته أوضح الإعلامي الدكتور «زيد الفضيل» أن ما يميز هذا الملتقى أنه انكشف على رؤية الشرق، ونحن نحتاج أن تكون لدينا مثل هذه الرؤية العلمية الواضحة والشفافة إزاء المحيط الإقليمي، مشيرا إلى أن الرحلات الغربية نعرفها ودرسها المختصون من قبل، فنحن نريد أن ننكشف للرحلات التي تأتي من الشرق: من بلاد فارس، وما وراء النهر، وهذا ما انكشف لنا في هذا الملتقى، وهذه سابقة للنادي الأدبي على مستوى المملكة، وطالب الدكتور الفضيل بضرورة اختصار أوراق العمل البحثية التي تقدم في ملتقى حاتم الطائي في نسخته الثانية، والذي ينظمه النادي الأدبي في حائل في قاعه الشيخ علي الجميعة في الغرفة التجارية، مبينا أنه يجب أن يراعى محتوى هذه الأوراق التي يقدمها الباحث، ويختصر العدد مع الاهتمام بالنوعية؛ كي يستطيع الباحث أن يطرح كل ما لديه، وبالتالي يستفيد المتلقي وأبان أن الملتقيات إذا استمرت على تكثيف عدد من يطرحون الأوراق في الجلسة الواحدة؛ ستفقد الملتقيات أهميتها، مشيدا الفضيل بهذا الملتقى من حيث التنظيم واختيار أوراق العمل.
ولم يخفِ الأستاذ «فهد عبدالعزيز الدامغ» - أستاذ تاريخ الجزيرة العربية في جامعة الملك سعود- إعجابه باختيار محاور الملتقى وعنوانه: (حائل في عيون الرحالة) ومشاركة عدد من الباحثين من الدول الأوروبية والآسيوية الذين لهم خبرة طويلة، وتجربة في الجوانب الاجتماعية، لا سيما بأن الرحالة هم المصدر الأساسي في تاريخنا في ظل ضعف المصادر الأخرى وبخاصة في الجوانب الاجتماعية، وقال الدامغ: إن الملتقى ثري جدا، إذ لم يقتصر على جانب واحد بل تنوع بين الرحلات الأوروبية والمشرق الإسلامي الفارسي والهندي، فحائل كانت محطة توقف للحجاج، كتب عنها الكثير منهم، وهم في طريقهم للحج ودونت في الكتب لديهم، وأشاد بالتنظيم للملتقى والذي وصفه بالتنظيم الاحترافي مبديا إعجابه بروح عطاء الشباب فيه، فهم يعملون من أجل حائل، فحائل رأيناها في أعينهم قبل أن نراها في عيون الرحالة.