أكد مدير مركز الدعوة والإرشاد بالطائف الشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي أن السلفية لايستطيع أحد أن يلحقها بشخص ما، حيث إن المراد بالسلف هم الصحابة والتابعون وأئمة الدين الذين يقتدى بطريقتهم، ورفض أن يقرن داعية أو طالب علم اسمه بوصف سلفي، وقال العتيبي: للأسف الكثير ممن ينتسبون للسلفية العلمية في بعض الدول يتجهون إلى التكفير .. جاء ذلك في حوار معه وفيما يلي نصه:
* بداية مسمى (السلفية) هل هذا الاسم له أصل شرعي أم أنه مسمى لحزب تأسس في حقبة من الزمن؟
- السلفية نسبة مأخوذة من السلف، والسلف هم من تقدم وسبق، مأخوذة من الأسلاف، والمراد بالسلف هم الصحابة والتابعون وأئمة الدين الذين يقتدى بطريقتهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: «إن جبريل كان يعارضني القرآن في كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقًا بي فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك».
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم سلفَ خيرٍ لنا في حقيقة الموت، فهو سلفُ خيرٍ لنا في جميع خصال الخير، وأصدق الناس في اتباعه هم الصحابة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية في آخر الزمان: (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) وتأمل، هم في آخر الزمان! ومع ذلك نجوا لما كان (سلفهم) في دينهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فهذا معنى السلفية، وهم العائدون في دينهم وأخلاقهم إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فعليه: السلفية هي الصورة الحاضرة لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فلا يقيدهم مذهب، ولا يؤسسها إنسان، ولا يجمعها جنس ولا لون، يكون الرجل سلفياً إذا كان على مثل ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان في أقصى المشرق أو المغرب، وسيتفقون حتما في كل شيء لأن المشرب واحد! وتوحد المشرب يعطي توحد الرأي والمذهب، واختلاف المشرب يسبب اختلاف المذاهب، فمن كان مشربه من موروث السلف من قول النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فسيصدر لنا من الأحكام، ونرى له من الأخلاق ما لغيره ممن شرب مشربه وإن لم تجمعهم (صبغة حزب) ولا (بيعة تنظيم) ونحو ذلك.
لذلك كل حزب يناهض السلفية ويخالفها تكون تبعيته لشخصٍ تنتمي إليه وإلى فكرته وعقيدته؛ إلا السلفية! لن يستطيع أحدٌ أن يلحقها بشخص لا بالإمام محمد بن عبدالوهاب ولا ابن تيمية ولا بأحمد بن حنبل، لأن منزع قولهم هو (مذهب السلف قاطبة) من الصحابة والتابعين وأئمة الدين.
في «فتاوى اللجنة الدائمة» (2 - 242) في إجابة عن سؤال: (ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟ فأجابوا: السلفية: نسبة إلى السلف، والسلف: هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى رضي الله عنهم، الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته» رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون: جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه، وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما، فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة) انتهى بخاتم شيخنا ابن باز رحمه الله في جمع من أعضاء اللجنة.
* ومتى كان إطلاق هذا اللفظ، هل هو حادث أم من قديم.
- هذا اللفظ معروف من قديم، لأنه كما سبق لفظ عربي يعبر به عن كل ما سلف، فمن سار على خطى سلفه فهو سلفي، هذا من حيث المعنى اللغوي، وكذلك من حيث المعنى الشرعي، فيعبر عمَّن مضى من أهل العلم بـ: السلف، ويترحم ويثنى عليهم، ويذم من خالف طريقتهم أو انتقصهم، كما روى الفاكهي في «أخبار مكة» (ح1570) عن ميمون بن مهران قال: صحبت ابن عباس رضي الله عنهما عشرين سنة، فلما حضرته الوفاة قلت له: أوصني قال: «أوصيك بثلاث خصال فاحفظها عني: لا تخاصم أهل القدر فيؤثموك، ولا تعلم النجوم فيدعوك إلى الكهانة، ولا تسب السلف فيكبك الله تعالى على وجهك في النار» فنهاه عن سب السلف لأن مذهبهم في عمومه لا يكون إلا خيراً، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا إنما يريد منا أن نستن بسنتهم ولا نخالف طريقتهم فننال خيراً من خيريّتهم كما قال عبدالله بن مسعود: «من كان مِنْكُمْ مُسْتَنًّا فَلْيَستنَّ بمنْ قَد ماتَ فَإِنَّ الْحي لَا تُؤْمَن عليه الْفِتْنَة، أُولئك أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، كَانوا أفْضلَ هذه الأمَّة، وأَبَرَّهَا قُلُوبًا، وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا، وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا، قومٌ اخْتارهمُ الله لصحبة نَبِيِّه وَإِقامة دينه، فاعْرَفُوا لَهُمْ فضلهمْ، وَاتَّبعوهمْ في آثَارهِمْ، وتمسَّكُوا بما اسْتَطَعْتُمْ من أخْلَاقِهِمْ وَدِينهمْ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا على الْهَدْى الْمستقيمِ».
* يعني يجوز للإنسان أن ينسب نفسه للسلف؟
- نعم؛ يجوز ذلك لأنه اسم محمود شرعاً، ويجيبك مفصلاً شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حيث قال في الفتاوى (4-149): «لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقا له باطنا وظاهرا: فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطنا وظاهرا. وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن: فهو بمنزلة المنافق، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله. فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم».
فمن انتسب إلى مذهب السلف يقبل منه، ولكن مجرد الانتساب المجرد عن سلامة القول وصحة العمل لا يفيد، فالعبرة إنما هي بصحة الاعتقاد وسلامة القول والعمل، وإلا فيكون انتسابه للسلفية مجرد دعوى، كانتساب المنافق للإيمان والإسلام وهو كاذب في ذلك.
فالسلفي هو المنتسب للسلف، قال السمعاني في «الأنساب» (7 - 168): «السَلَفي: بفتح السين واللام وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى السلف وانتحال مذهبهم» ثم عد منهم من لُقِّب بذلك.
ويقول ابن الأثير في «اللباب في تهذيب الأنساب» (2 - 126): «السلَفِي بِفتح السِّين اللَّام وَفِي آخرهَا فَاء - هَذِه النِّسْبَة إِلَى سلف وانتحال مَذْهَبهم وَعرف بِهِ جمَاعَة».
وقال السيوطي في «لب اللباب في تحرير الأنساب» (ص 138): (السلفي: بفتحتين وفاء إلى مذهب السلف).
* أليس في هذا تزكية للنفس؟
- ليس في ذلك تزكية للنفس كما تقدم في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، ولكن لا يطلق هذا اللفظ إلا عند مفاصلة أهل البدع، إذا نسبوا أنفسهم إلى طوائفهم وأرباب أحزابهم، يميز المسلم المتبع نفسه ويقول: أنا سلفي، كما يقول أنا مسلم ومؤمن إذا ذكرت الأديان الأخرى، ومن ميز نفسه به من العلماء من قبل مراده ما تقدم وهو إظهار مفاصلة أهل البدع، أما إطلاقه كنسبة تردف اسمه في كلّ حين من غير حاجة فلا، كما لا يقول الشخص عن نفسه: فلان المؤمن، وفلان المسلم، فكذلك لا يقول فلان السلفي إلا عند الحاجة إلى ذلك كما تقدم.
* هل للسلفية حدود ومعالم معلومة أم أن هذا مفتوح في كل شيء عن السلف؟
- بل لها حدود ومعالم معلومة كالإسلام وحدوده، والإيمان وحدوده، والنبي صلى الله عليه وسلم حد ذلك فيما كان عليه هو وأصحابه رضي الله عنهم، وقال في الحديث الآخر: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي» فهذه هي حدود السلفية، وهي أن لا تخرج بعقيدة أو مقالة أو فعل لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم في العقائد والأحكام والآداب، فمن جاء بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو ليس سلفي الديانة، وأخص ما تبرز فيه معالم السلفية (العقيدة) لأن الخلاف فيها غير مقبول لأن العقائد في الغالب (إجماعية الثبوت) فالمخالف فيها مخالف للإجماع، ولذلك تكثر عبارة (عقيدة السلف الصالح) ولا يقال هذا في غير ذلك من الأحكام، وإن كان الكمال هو طلب مذهب السلف في كل ذلك، وهذا مما تميز به مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وهو (الأثر) فلا يفتي إلا بأثر عن رسول الله وعن الصحابة ومن سلف، وهو معنى قوله المنسوب إليه: لا تتكلم في مسألة إلا ولك فيها إمام أي سلف من السلف الصالح.
وهذا المعنى من السلفية قليل اليوم! فنسمع الكثير ينتسب إلى السلف، ولكن انتسابه محصور في باب معين، ويهمل باقي ما عليه السلف من دين.
* أحسنت هذا يجرنا إلى سؤال مهم، ما نسمعه اليوم من قولهم: (السلفية العلمية) (السلفية الجهادية) ونحو ذلك.
- نعم؛ هذا من ذاك، وهذا غير سليم، فالموافقة في بعض الحق لا تعني الموافقة في كل الحق، فإبليس صدقنا وهو كذوب! فقد يوافقنا على بعض الحق بعض الخلق ولا يصح أن ينسب إلى أهل الحق من كل وجه، هذا على فرض صحة موافقتهم للسلف في (العلم) و(الجهاد) بينما الواقع أن كثيراً ممن ينتسب إلى السلفية العلمية في بعض البلدان يتجهون إلى التكفير بغير حق، ومن ينتسب إلى السلفية الجهادية يستبيحون الدماء والأموال بغير حق، وهذا زيف يُكشف بعرض أقوالهم وأعمالهم على مذهب السلف.
* كلامكم جرّ إلى سؤال مهم، وهو: لماذا يلصق التكفير والتبديع بالسلفية؟ وهل هذا هو البارز في مذهب السلف؟
- هذا غير صحيح، وهذا مما جرّه هؤلاء الجهال على السلفية، كما جروه على اسم الإسلام العام حتى صار عند بعض الخصوم هو (الإرهاب!) وكما أن الإسلام دين رحمة وعطف فكذلك السلفية دين رحمة وعطف، والتكفير والتبديع والقتال هذه عقوبات تطبق بموجباتها الشرعية، والأصل الرحمة والعطف والدعوة بالحسنى.
وهؤلاء المنتسبون للسلفية من هذا الجنس في الحقيقة فيهم نزعة من الهوى! حيث لا يأخذون من مذهب السلف إلا ما يوافق أهواءهم في (التكفير) و(التبديع) ونحوه، وإلا فللسلف كلام واضح بين في (العفو) و(التسامح) و(قبول العذر) و(درء الحدود بالشبهات) ونحو ذلك.
فمذهب السلف دينٌ واحد، ومذهبٌ واحد، يؤخذ كله، وكم أن هناك من يدعي الإسلام وهو مخالف له، فكذلك هناك من يدعي السلفية وهي منه براء، كما تقدم.
* هنا سؤال قضى به سابق كلامكم، ما رأيكم في جعل بعض الأشخاص علامة للسلفية! من اتبعه كان سلفياً ومن لم يتبعه لم يكن سلفياً.
- هذا ليس على إطلاقه، ولا يجوز أن يكون على إطلاقه لأحدٍ من البشر، وإنما هو لمحمد صلى الله عليه وسلم، ولكن إن كان مقيداً بـ(العقيدة) مثلاً فلا بأس بشرط أن يكون إماماً يقتدى به، كما يقال عن الإمام أحمد بأنه (إمام أهل الأثر) يقول السفاريني في منظومته في العقيدة:
فإنه إمام أهل الأثرِ ومن نحا منحاه فهو الأثري
وكثير صنف في العقائد، ويقولون: على عقيدة الإمام أحمد، وهذا لا يكون إلا فيمن أجمعت الأمة على إمامته وليس في عامة العلماء! ولهذا نجد منهم من يقول: إذا رأيت فلاناً يحب الإمام أحمد فاعلم أنه صاحب سنة، وإذا رأيت أنه يغمز فيه فاعلم أنه صاحب بدعة، وكذلك قيل غيره كالشافعي وجماعة.
* وهل للسلفية رموز في الوقت الحاضر؟
- نعم؛ وهذا من الواضحات، وعلى رأسهم حكام هذه البلاد المباركة وعلماؤها، يقول الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن عن الإمام محمد بن عبدالوهاب: عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ: «وتصدى رحمه الله للرد على من نكب عن هذا السبيل واتبع سبيل التحريف، والتعطيل، على اختلاف نحلهم، وبدعهم، وتشعب مقالتهم، وطرقهم، متبعاً رحمه الله، ما مضى عليه السلف الصالح من أهل العلم والإيمان وما درج عليه القرون المفضلة».
ويقول الملك عبدالعزيز في الخطاب الذي ألقاه في منى يوم عيد الأضحى حج عام 1365هـ: «إنني رجلٌ سلفي، وعقيدتي هي السلفية التي أمشي بمقتضاها على الكتاب والسنة» وقال في الخطاب نفسه: «يقولون إننا (وهابية) والحقيقة أننا سلفيون محافظون على ديننا، ونتبع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم « ويقول الملك سعود رحمه الله بمناسبة افتتاح الدورة الأولى لمجلس الوزراء في الرياض: « لقد كان همنا، منذ تولينا مقاليد الأمور، أن نعتصم بكتاب الله ونهتدي بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسنة خلفه من السلف الصالحين».
ويقول الملك فيصل في الحفل الذي أقامته الملكة إليزابيث الثانية بلندن في 9-5-1967م: «إننا يجب علينا - جميعاً - أن نتمسك بعقيدتنا الإسلامية، وأن نوحد صفوفنا؛ لخدمة ديننا وأمتنا ووطننا، لأن شريعتنا الإسلامية فيها - ولله الحمد - من مقومات العدل والدفاع عن الحق، وإثبات الحقوق، والحرية، والتقدم، والبناء في جميع المجالات، ما يغنينا عن تلقي أو الاستماع إلى أي تيارات تتجاذب العالم».
ويقول الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله في كلام عظيم جليل له: «من نعم الله على هذا البلد وأبنائه: أن مَكَّنَ لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وبدلهم من بعد خوفهم أمناً، وعبدوه وحده لا يشركون به شيئاً، ولذلك كان القرآن الكريم، وكانت السنة النبوية المطهرة، وما زالا مصدر الحكم والتشريع في هذه البلاد، حتى يرث الله الأرض ومن عليها؛ لإيماننا الكامل بأن في التمسك بهما قولاً وعملاً؛ نجاحنا وفلاحنا ورقينا وتقدمنا وتطورنا وازدهارنا. ومنذ أن مَنَّ الله على جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - بنعمة توحيد هذه المملكة، وجمع شتاتها، تحت راية «لا إله إلا الله» «محمد رسول الله» وضع نصب عينيه: إقامة العدل، ونشر الأمن والرخاء، والدعوة إلى الله، والسير على نهج الرسول العظيم، والسلف الصالح؛ معتمداً في ذلك على إيمانه بالله، والجهاد في سبيله ونصرة كلمته». ويقول الملك فهد رحمه الله في كلمة ألقاها في جامعة الملك سعود يوم الخميس من شعبان 1403هـ: «نحن في هذه البلاد، نفتخر ونعتز أننا متمسكون بعقيدتنا الإسلامية، وسوف ندافع عنها بالنفس والنفيس، وسوف نجعلها هي القدوة، سواء كان في شريعتنا أو تنظيماتنا في مختلف حاجاتنا للتنظيم، أو في حياتنا اليومية أو الشهرية أو السنوية».
ويقول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته التي ألقاها في افتتاح دورة مجلس الشورى: «لقد أعز الله هذه الدولة؛ لأنها أعزت دين الله، وسارت على نهج ثابت، يتوارثه خلف عن سلف، وسوف تبقى عزيزة لا يضرها من عاداها: ما دامت ترفع راية التوحيد، وتحكم شرع الله».
ويقول الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى في كلمة ألقاها أمام قادة القوات المسلحة: «نحن محسودون ومحاربون على نعمة الله التي أعطاها لنا وكل ذي نعمة محسود»، وأوضح الأمير سلطان أن بلاده تواجه الآن حرباً في دينها وتتهم فيما تعده شرفاً لها وهي «السلفية» وقال مدافعاً «السلف الصالح هم القدوة، إذا كنا سلفيين فنحن نتبع السلف الصالح». ويقول الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله إنَّ الله شرفنا في هذه البلاد بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقامت على ذلك دولةٌ سلفيةٌ صحيحةٌ. ولكن أعداءنا لا يريدون لهذه الدولة أن تقوم أو أن يكون لها وجود، وإسلامنا يدعو دائماً إلى القوة والتماسك، ونحن في وسط هذا العالم بخيره وشره».
ويقول الأمير سلمان بن عبدالعزيز في افتتاحه للحفل السنوي للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم: «تقوَّل متقولون عن دعوة تسمى الوهابية من قال أو من أتى بكلمة واحدة فليطلعني عليها أن الشيخ عبد الوهاب قال كلمة واحدة تخالف كتاب الله أو سنة رسوله أو نهج السلف الصالح؟» إلى أن قال «بل هي دعوة والحمد لله على نهج السلف الصالح وهذا كل من يتبع هذه الدعوة ومناهجها يعرف ذلك إلا مكابر أو مغالط» .كل هذا وأكثر ذكرته في كتابي «الدولة السعودية والمنهج السلفي منهجاً وتطبيقا». ومن العلماء كسماحة شيخنا الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وشيخنا صالح اللحيدان، وشيخنا صالح الفوزان وجمعٌ كثير يضيق المقام بذكرهم وفقهم الله وحفظهم.