أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، أن منتدى الطاقة الدولي يوفر البنية المثالية لصنّاع السياسات وصناعة الطاقة العالمية في الوقت الذي ندلف فيه إلى القرن الـ 21، مشيرًا إلى أن المسائل ذات الاهتمام المشترك في مجال الطاقة لا يمكن تناولها وحسمها إلا معًا.
كما أكد أن المنتدى ينبغي أن يصبح المنظمة الرئيسة لحوارات الطاقة ومناقشاتها في القرن الـ 21، فالوقت المناسب للحوار هو عندما يكون هناك استقرار نسبي في الأسواق، وليس عندما تكون هناك حالة طوارئ، لاستباق قدوم الأزمة التالية والتحرك فورًا، داعياً في هذا الصدد جميع الدول المنتجة والمستهلكة للالتزام بالتعاون مع منتدى الطاقة الدولي من أجل تحقيق غرضه وتعزيز هياكله على الصعيدين الإقليمي والعالمي، مشيرًا إلى أن بإمكان هذا المنتدى أن يكون أكثر مرونة وقوة، لأن هناك حججًا تدعم الارتقاء بالمنتدى إلى مستوى المنظمات الدولية الكاملة، وهو ما سيعكس ما تتمتع به الطاقة في عالم اليوم من أهمية بالغة.
وقال النعيمي أمام منتدى الطاقة الدولي 14 أمس بموسكو تحت عنوان «الجغرافيا الجديدة للطاقة، ومستقبل أمن الطاقة العالمي»، إن العالم يتغير، حيث ينمو الاقتصاد العالمي وتكبر الطبقة المتوسطة على الصعيد العالمي، وهذا المستوى المتصاعد من الرخاء له أثر جوهري على الطلب على الطاقة على المدى البعيد، ولهذا، فمن الواضح أن تحديات الطاقة خلال القرن الـ 21 لن تكون هي نفس التحديات المعتادة.
وأضاف: هناك مصادر طاقة جديدة بدأت تثبت أقدامها في الأسواق، وتشهد وتيرة الإبداع التقني تسارعًا ملحوظًا، كما تزداد أسواق الطاقة العالمية تعقيدًا أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما يعجّل التخفيف من حدة انقطاع الإمدادات وفهم نمو الطلب يحظى باهتمام كبير على مستوى العالم بأسره، وبالنسبة للتغير المناخي فليس ثمة سبيل لمواجهته إلا بتضافر الجهود، أما فقر الطاقة العالمي فليس بإمكان دولة واحدة أن تقضي عليه بمفردها، ويفرض علينا تحقيق هذه الأهداف المشتركة الدخول في عصر جديد من التعاون والشفافية، بفكر جديد وحلول إبداعية.
وأشار النعيمي إلى التعاون والشفافية بين الدول المنتجة والمستهلكة، قائلاً: لقد تأسست «أوبك» بهدف خدمة مصالح الدول المنتجة والدفاع عنها، فيما أُنشئت وكالة الطاقة الدولية للدفاع عن مصالح المستهلكين، وفي وقت ما لم يكن بمقدور رئيسي «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية الظهور معًا في قاعة واحدة، غير أنه يسعدني القول إن هذه الأيام قد ولَّتْ إلى غير رجعة بفضل منتدى الطاقة الدولي، حيث انتقلنا من عالم طاقة مجزأ إلى عالم أكثر تكاملاً.
وبين وزير البترول والثروة المعدنية أن منتدى الطاقة خطا خطوات كبيرة منذ حوار المستهلكين والمنتجين في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، ونمت مكانته، وازدادت أهميته باطراد على مدى أكثر من 20 سنة، وأثبت أن بإمكان الدول بل ويتعين عليها أن تتعاون مع بعضها البعض لضمان استقرار سوق النفط العالمية. وقال وزير البترول والثروة المعدنية: بمرور الوقت أصبح منتدى الطاقة مكانًا مثاليًا لاختبار الأفكار الجديدة واستكشاف الآثار المحتملة للتطورات الجديدة في مجال الطاقة، وأحدثت مبادرة المعلومات النفطية المشتركة تغيرًا هائلاً فيما يخص سلامة المعلومات، وهو أمر حيوي لاستقرار الأسواق، ولا تزال هذه المبادرة تكتسب المزيد من القبول والثقة بمرور الوقت، ومن هنا يمكنني القول إنه قد تم تحقيق تقدم، وهذا شيء جيد، فنحن لم نعد نعيش في سبعينيات القرن الماضي، بل هناك اليوم جغرافيا جديدة في مجال الطاقة، ولا يمكن أن تكون الأوضاع هي نفس الأوضاع السابقة المعتادة، حيث تواجهنا مسائل لم تكن مطروحة على جداول الاجتماعات منذ أربعين سنة، مثل النهضة الاقتصادية الآسيوية، وتزايد أهمية الغاز، وتفاعل أسواق الطاقة مع الأسواق المالية، والجدل المتصاعد حول التغير المناخي.
وقال: ستظل الطاقة هي أساس النمو الاقتصادي والتنمية في مختلف أنحاء العالم، ونحن جميعًا نحتاج إلى أشكال الطاقة الحديثة حتى نتمكن من الحياة، فنحن نحتاج للطاقة للحصول على المأكل والملبس والتدفئة أو - في حالتنا - تبريد الهواء، نحتاجها لتعليم شبابنا، وللنقل، ولتمكين البشر من التواصل مع بعضهم البعض بصورة لم يشهد لها العالم مثيلاً قبل ذلك، وبطبيعة الحال، ستحتاج أمانة المنتدى في المستقبل لأن تعبّر عن رؤيتها بصورة واضحة للأعضاء، غير أن ذلك يتطلب أيضًا التزامًا من قِبل الدول وصنّاع السياسات ودوائر الأعمال والأوساط الأكاديمية، ومع أن منتدى الطاقة الدولي هو مجموع أجزائه، فإن بإمكانه أن يكون أكبر بكثير من هذه الأجزاء.