تلعب الموسيقى دورا كبيرا في الحياة في جزر فارو: حيث إن الغناء هو الذي حفظ لغة سكان ارخبيل فارو من الاختفاء والاندثار، وبقيت اللغة لفترة طويلة منطوقة فقط إلى أن بدأت تكتب في القرن التاسع عشر. واليوم، حسبما يقول الموسيقار هدين زيسكا ديفيدسن الذي يقطن في العاصمة تورشافن، توجد ثلاثة أنماط من الموسيقى في الجزيرة: «كينجو» و«شالدور» و«فورويسكور دانسور» أو (رقص السلسلة) التي يؤديها الراقصون وأيديهم متشابكة، ونادرا ما تصاحب الأغنيات آلات موسيقية.
أما موسيقى «شالدور» حسبما يقول الموسيقار زيسكا ديفيدسن، فتضم أغنيات للأطفال ذات ألحان بسيطة للغاية خالية من الكلمات عديمة المعنى.
وقال: «لقد توارثت الأجيال الأغنيات شفهيا»، وهو ما يعود بالتحديد إلى أن لغة جزر فارو لم تكن مكتوبة، وأخيرا في عام 1846، وضع عالم من مواطني فارو يدعى فينسيسلاوس أولريكوس هامرشيمب أبجدية مكتوبة بالاحرف لجميع كلمات سكان فارو، لكن ذلك كان مصدرا للإرباك والتشويش أكثر من كونه عاملا مساعدا، لأن هامرشيمب وضع الأبجدية بناء على اللغة النوردية القديمة - أو اللغة القديمة لدول الشمال (اسكندنافيا)، والتي لم تعد بينها أي تشابه مع الطريقة التي يتحدث بها سكان فارو بالفعل.
وبالنسبة لموسيقى رقص السلسلة، فهي نوع من الرقص الفولكلوري الذي يقوم فيه المشاركون بتشبيك أيديهم لتكوين سلسلة ويرددون أبيات الشعر - حيث تصل أحيانا إلى ألف بيت شعر. وتتكون أقصر أغنيات رقص السلسلة من مئة إلى 300 بيت شعر، ويقول زيسكا ديفيدسن إن «الأغنيات تتباين، حسب المكان الذي ينتمي إليه الأشخاص».
وأوضح يقول إن الشخص الذي يلم بجميع أبيات الشعر يتولى مهمة قيادة الرقصة، بينما يمكن للآخرين الانضمام إلى السلسلة في أي وقت، ويشير أيضا إلى أن سكان فارو يحبون أداء رقص السلسلة في مناسبات خاصة مثل الأعياد أو حفلات الزفاف.