خرجت ندوة التنمية الاقتصادية بمنطقة الجوف والتي اختتمت أعمالها أمس بعدد من التوصيات من أبرزها دعوة جامعة الجوف إلى تأسيس مركز للتنمية الاقتصادية يُعنى بالبحث ورصد المعلومة ووضع المؤشرات المتعلقة بتقدم المنطقة اقتصادياً، كما تضمنت التوصيات قيام مجلس المنطقة بتأسيس مجلس للتنمية الاقتصادية يرعى المبادرات الاقتصادية الواعدة بالتعاون مع الجامعة والكليات المرتبطة بالشأن الاقتصادي كتأسيس شركات قابضة تنموية، وحاضناتٍ تقنية، وأوصت أيضاً بأن تعمل الجامعة مع مجلس المنطقة ومجلس التنمية الاقتصادية المقترح والكليات ذات العلاقة على تأسيس منتدى سنوي تحت اسم «منتدى الجوف الاقتصادي».
وأكد عضو مجلس منطقة الجوف ورئيس لجنة السياحة والاستثمار بالمجلس وارد عبد الله الوارد في كلمة خلال الندوة، التي نظمتها كلية العلوم الإدارية والإنسانية بجامعة الجوف وشهدت مشاركة عددٍ من المتخصصين في مجالات التنمية، أن المنطقة تحظى بالعديد من المميزات التي تجعلها قبلةً للاستثمار المتنوع باعتبارها الموقع الأكثر جدوى من حيث التكاليف والقيمة المضافة، والتكلفة الأقل لممارسة الأعمال، إلى جانب احتلالها قلب الشمال وتمركزها كبوابة لبقية المناطق والخليج العربي، ما وفَّر بنية تحتية ممتازة للنقل والمواصلات، مستشهداً بمنفذ الحديثة الذي تحتضنه محافظة القريات، كأكبر منفذ بري في الشرق الأوسط، يربط مناطق المملكة بدول مجلس التعاون وبلاد الشام والأردن، إضافةً إلى اختراق سكة الحديد لجغرافية المنطقة ما يدفع بالتنمية إلى التوجه نحو الشمال بكثافة غير مسبوقة، مضافٌ لها أن العمل جارٍ على تشغيل مطار الجوف للرحلات الدولية، وهو ما يكسب الجوف ميزةً أخرى.
من جهته، أعرب مدير جامعة الجوف الدكتور إسماعيل البشري عن سعادته البالغة بإقامة هذا المنتدى، الذي يُظهر جانباً مهماً من التفاعل بين الجامعة والمجتمع المحلي، معتبراً ذلك دلالةً واضحة على أن الجامعة تسير في الطريق الصحيح، وإن كان طويلاً. كما نوه إلى أن الجامعات هي التي تقود نهضة أي مجتمعٍ تتواجد فيه، وهي التي تسهم في قيادة وتوجيه دفة التنمية، مشدداً على ضرورة التعرف على تجارب الجامعات المؤثرة، التي تحمل عمراً زمنياً قصيراً، ولكنها برعت في التأثير بمجتمعها على كافة الصعد، ملفتاً النظر إلى امتلاك منسوبي الجامعة بمختلف شرائحهم ومستوياتهم طموحاً سيدفع بجامعتهم إلى مصاف الجامعات المتقدمة، معرباً عن ثقته بقدرة الجامعة على تنمية المنطقة والإسهام في تطوير المجتمع، وهو ما يتمثل جزءٌ منه في إقامة المنتديات المتخصصة والفاعلة.
وتناول المشاركون في الطاولة المستديرة مع اختتام جلسات المنتدى، عدداً من المواضيع الهامة التي تُعبر عن الواقع الفعلي للحركة الاقتصادية بالمنطقة، وما تمتلكه كذلك من مقومات بشرية وجغرافية ومادية عالية.
وشدد وكيل إمارة المنطقة المساعد للشؤون التنموية المهندس عبد العزيز الموسى على أهمية دور الجامعة والكلية التقنية، كمؤسساتٍ تعليميةٍ ترفد المجتمع بقدرات بشرية متميزة بالقدرة والمعرفة والرغبة، كذلك في البناء والعمل والتطوير.
فيما أكد رئيس مجلس التدريب التقني والمهني الدكتور جهاد صالح زين العابدين على ضرورة الاستفادة من المنابع المالية المتوفرة لتوسيع آفاق التنمية الاقتصادية، كازدياد رأس المال الحر في المنطقة خلال الأعوام الأخيرة، إضافة إلى الدعم الحكومي وتعويضات المواطنين، متسائلاً عن مدى امتلاك المجتمع والجهات المعنية للرؤية المستقبلية للتنمية الاقتصادية، وعن مدى إمكانية تنفيذ هذه الرؤية.