ينظر المرء إلى الحياة وكأن فيها سعادته، فينسى أنه ممتحن بها وأن أعماله هي الباقية والمنجية له في حياته الأبدية، ليكن الخير عنوانا لنا في حياتنا ولندفن الشر والحقد والحسد حتى لا يكون لها وجود.
إن كنت تهدم ما بني
فغداً سيهدم ما بنيت
واذا رميت إساءةً
يرتدّ نحوك ما رميت
العلم نورٌ في الدجى
إن نلته فقد ارتقيت
والجهل آفة جاهلٍ
فإن اعتراك فقد هويت
النبل في طيب الكلا
م به تقاس إذا ابتديت
الصمت خير قلادة
كم زلّةٍ منها اكتويت
لا لا تقل أنا من أنا
فهي الغرور بِه غزيت
الخير يرفع شأننا
والشر يهدم كل بيت
الخير منجاةٌ لنا
بالطيب تحصد ما سقيت
لا تكترث من حاقدٍ
فهو المهان إذا اعتليت
إن كنت يوماً في غنىً
أنفق بصدق ما نويت
أعطِ الفقيرَ طعامه
من طيبِ أكلك ما اشتهيت
لا تفرحن بمنزلٍ
ما كلّ مبْنيّ ببيت
إن الحياة جمالها
زوجٌ تحنُّ إذا اشتكيت
كل النساءِ شقائق
كالحور إن أنت احتويت
أما الرجال فمنهمُ
حصنٌ يقيك إذا احتميت
منهم أبيٌ فاضلٌ
يجري اليك إذا مشيت
ويكون منهم خائنٌ
للعهد يحسدك المبيت
الناس منهم جائرٌ
احذر يقال لك ارتشيت
إنّ الذئاب إذا عَوَت
تقضي عليك وما جنيت
وارسم طريقك واضحاً
لا ماء يطفو فوق زيت
(السيل يعرف دربه)
وإن اعترضت فقد هويت
إن الحياة سعادةٌ
أسعِد رؤاك بما رأيت
إن أدركتك مصائبٌ
لا لا تقل إني انتهيت
فالمرء ممتحن هنا
طيب الدعاء إذا ابتليت
سارع إلى عملٍ جنا
ه وله الجنان وما ارتضيت
سارع لكل فضيلةٍ
تبقى شعاعاً ما بقيت
واعمل ليومٍ شاخصٍ
تبدي الصحائف ماطويت
صلِّ على خير النهى
واسجد لربك ما حييت
وارفع يديك إلى السما
ء واطلب رضاهُ بما أتيت
ربي جنانك أبتغي
دمعي يفيض وكم بَكيت
وإذا قضاءٌ حلَّ بي
فامح الذنوبَ إذا قضيت
واغفر لعبدِك إنني
إن تعفُ عني ما ذويت