الجزيرة - المحليات:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، رئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة مساء أمس الثلاثاء 14 رجب 1435هـ الموافق 13 مايو 2014م حفل إعلان أسماء الفائزين بالجائزة في دورتها السابعة والذي أقيم بمقر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بمدينة الرياض بحضور عدد كبير من الشخصيات العامة وممثلي البعثات الدبلوماسية والسفارات العربية والأجنبية المعتمدة لدى المملكة.
وألقى سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز خلال فعاليات كلمة موجزة أكد فيها سعادته بالنجاح الكبير الذي تحقق لجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز منذ انطلاقها، مشيراً إلى أن الجائزة قطعت شوطا كبيراً ومهما للعناية بالترجمة والمترجمين من جميع أنحاء العالم وتنقلت للاحتفاء بالفائزين بها في الدورات السابقة بين 7 مدن عالمية هي الرياض، والدار البيضاء وباريس وبكين وبرلين ومدينة ساو باولو البرازيلية حتى أضحت الجائزة عنواناً للثقافة والعلم والمعرفة.
وأضاف سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز أن الحضور الدولي الكبير للجائزة والذي تحقق بفضل من الله ثم رعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الذي يولي هذه الجائزة العالمية وتطويرها عناية خاصة بوصفها أحد عناوين اهتمام المملكة العربية السعودية بالإبداع والمبدعين، حيث تعتبر الترجمة القناة الأكثر أهمية لتبادل المعرفة والتعاون الخير بين شعوب العالم في مختلف المجالات.
وأكد سموه أن الجائزة انطلاق من رؤية خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- ورعايته الكريمة لها نحو ترسيخ مجتمع المعرفة والحوار الثقافي والحضاري بين الأمم والشعوب، بوصف الترجمة وفهم والآخر أساساً للمعرفة والحوار الناجح والمثمر، يأتي تعبيراً عن رؤيته الثاقبة والسديدة وتقديره الخاص لدور الترجمة ومكانتها لتعزيز المعرفة والتفاهم والحوار الإنساني، مشيراً إلى أن الجائزة منذ انطلاقها قبل سبعة سنوات تسعى حثيثاً لترسيخ هذه القيم والمعاني، وفتح آفاق التعايش بين الثقافات من خلال تشجيع الترجمة الأمين للأفكار والمفاهيم التي تلتقي عليها الثقافات المتنوعة.
وأشار سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله إلى أن نهوض حركة الترجمة العالمية أسهم بأدوار حضارية وإنسانية بالغة الأهمية في تطور الثقافات والحضارات وأثرت إبداعات المفكرين والباحثين والأدباء وفتحت لهم مجالات واسعة للانتشار والتأثير وأقامت جسور حية وفهماً متبادلاً بين حضارات وثقافات العالم قاطبة.
وختم سمو نائب وزير الخارجية، كلمته برفع أسمى آيات التقدير والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على رعايته الكريمة لهذه الجائزة، معرباُ عن شكره إلى كل الباحثين والمؤلفين والمترجمين والمؤسسات الثقافية والعلمية الذين تواصلوا مع الجائزة وبرامجها المتنوعة، وكذلك لجميع العاملين في أمانة الجائزة كما عبر سموه عن خالص التهاني للفائزين والفائزات بالجائزة في دورتها السابعة متمنياً لهم دوام التوفيق.
وألقى معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر المشرف على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عضو مجلس أمناء الجائزة كلمة خلال الحفل رحب في مستهلها بحضور حفل إعلان أسماء الفائزين بالجائزة في دورتها السابعة مؤكداً أن هذه الجائزة العالمية المرموقة ظلت ترجمة أمينة لإرادة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- وانعكاساً لرؤيته، وأحد أهم آليات مشروع الملك عبدالله العالمي لدعم العلم والمعرفة والحوار.
وقال معالي الأستاذ أن الترجمة بما هي كتفاعل خلاق وفضاء للمعرفة المتحولة عبر كافة اللغات ظلت هدفاً محلياً وعالمياً في رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورافداً مهما لتواصل النتاج العلمي والمعرفي بين الثقافة العربية واللغات العالمية الأخرى مؤكداً أن الجائزة نجحت منذ انطلاقها قبل 7 سنوات في استقطاب المفكرين والباحثين والمؤسسات العلمية والأكاديمية المرموقة من مختلف ثقافات العالم ولغاته لتؤسس عبر سياق التنافس المعرفي النزيه تقليداً عميقاً لمفهوم تفاعل الثقافات وتفتح آفاقاً واعدة لتجديد الانفتاح والتواصل مع العالم عبر المعرفة والحوار، حتى أصبحت من أهم الجوائز العالمية في مجال الترجمة.
واستعرض معالي الأستاذ بن معمر أهداف الجائزة والتي يأتي من أهمها تعزيز المعرفة المتحولة عبر الترجمة وتعميق معنى التواصل الإنساني والتبادل المعرفي وإشاعة التعاون والتعايش كقيمة حاكمة للعلاقات بين البشر ضمن رؤية شاملة لمنهجية الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، مؤكداً أن تعزيز حوار المعرفة العالمية من خلال الترجمة يضعنا أمام استحقاقات معرفية وأخلاقية لإعلاء قيم التفاهم والتعاون والتعايش من أجل الخير والسلام.
وأشار الأستاذ بن معمر إلى أن جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة بانفتاحها على مختلف الثقافات تطرح المزيد من تحديات النجاح العالمي من أجل تعزيز التعايش الإنساني والإفادة من معارف العالم الحديث ونقلها عبر ترجمة متبادلة بين الناطقين بالعربية والناطقين باللغات الأخرى بحثاً مشتركات معرفية ترتقي بالوعي وتحقق اندماجاً في المعرفة البشرية، لافتاً إلى أن عدد الأعمال التي تقدمت لدخول سباق الجائزة على مدى السنوات السبع الماضية بلغ ما يزيد عن 1200 عمل.
وعبر معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عن سعادته بهذه المشاركات المرموقة في جميع فروع الجائزة من حيث الكم والنوع والتي بلغ عددها في الدورة السابعة 154 عملاً من 18 دولة و13 لغة، ورفع الأستاذ بن معمر أسمى آيات الشكر والتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعايته الكريمة لفعاليات الجائزة، ولصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية ورئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، رئيس مجلس أمناء الجائزة لرعايته وتشريفه حفل إعلان أسماء الفائزين بالجائزة في دورتها السابعة.
وبارك معالي الأستاذ ابن معمر في ختام كلمته للفائزين والفائزات استحقاقهم لهذا الفوز بالجائزة العالمية الرفيعة متمنياً لهم المزيد من التقدم والعطاء، كما عبر عن شكره لكل الباحثين والمؤلفين والمترجمين والمؤسسات الثقافية الذين تواصلوا مع الجائزة ترشيحاً وتحكيماً وحضوراً ومشاركة، ولسعادة نائب المشرف العام على المكتبة د. عبدالكريم الزيد، وسعادة أمين عام الجائزة الدكتور سعيد السعيد وجميع منسوبي مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وأمانة الجائزة.
وأعلن الأمين العام للجائزة الدكتور سعيد بن فائز السعيد أسماء الفائزين بالجائزة والتي اعتمدها مجلس أمناء الجائزة بناء على تقرير اللجنة العلمية وتقارير لجان التحكيم في فروع الجائزة الستة والتي أسفرت عن منح الجائزة في مجال جهود المؤسسات والهيئات مناصفة لكل من المركز القومي للترجمة في مصر والمجمع التونسي للعلوم والآداب.
وفي مجال ترجمة العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية فاز بالجائزة كل من الدكتور مروان جبر الوزرة والدكتور حسان سلمان لايقة عن ترجمتها لكتاب طب الكوارث، المبادئ الشاملة والممارسات من اللغة الإنجليزية إلى العربية وذلك مناصفة مع كل من الدكتور سليم مسعودي والدكتور عبدالسلام اليغفوري والدكتورة سامية شعلال عن ترجمتهم لكتاب التحليل الدالي، دراسة نظريات وتطبيقات من اللغة الفرنسية إلى العربية.
وفاز بالجائزة في مجال ترجمة العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية كل من الدكتور مصطفى محمد قاسم عن ترجمته لكتاب «مأساة سياسة القوى العظمى» من اللغة الإنجليزية والدكتور بسام بركة عن ترجمته لكتاب فلسفة اللغة من الفرنسية إلى العربية، والدكتور عبدالعزيز عبدالله البريثن عن ترجمته «موسوعة اضطرابات طيف التوحد» من اللغة الإنجليزية على العربية.
وفي مجال ترجمة العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى أعلن د. السعيد عن فوز كل من الدكتور صالح ضحوي العنزي -يرحمه الله- بالجائزة عن ترجمته لكتاب «تاريخ المملكة العربية السعودية « لمؤلفه عبدالله العثيمين إلى اللغة الفرنسية، وذلك مناصفة مع كل من الدكتور بيتر آدامسون والدكتور بيتر بورمان عن ترجمتهما لكتاب «الرسائل الفلسفية للكندي» لمؤلفه أبو يوسف يعقوب بن اسحق الكندي إلى اللغة الإنجليزية.
وفاز بالجائزة في مجال جهود الأفراد كل من البروفيسور تشوي وي ليه والذي يعمل بجامعة شنغهاي بجمهورية الصين، تقديراً لجهوده في نقل الثقافة الإسلامية والعربية إلى اللغة الصينية عبر ترجمة العديد من الأعمال منها ختم القرآن الكريم وصحيح البخاري وتحرير المعجم العربي - الصيني الميسر وذلك مناصفة مع البروفيسورة السويسرية هانا لورا لي يانكا، والتي تتولى منصب الرئيس الفخري للمؤتمر الدولي الدائم للمعاهد الجامعية للمترجمين، تقديراً لجهودها في تطوير دراسات الترجمة وتدريب وتأهيل المترجمين.
وقرر مجلس أمناء الجائزة حجب الجائزة في مجال ترجمة العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى لعدم ورود أي أعمال تنطبق عليها معايير الترشح للجائزة.