Tuesday 13/05/2014 Issue 15202 الثلاثاء 14 رجب 1435 العدد

الطائف .. عاصمة المصايف

صدق من قال أنها الطائف مدينة الورد والجمال

بكل أجوائها الجميلة. إنها حقا رائعة..! .. إنها عاصمة المصايف.

الطائف تلك المدينة الواقعة على قمة جبال الحجاز . ملجأ بعد الله لزوارها وقاطنيها على حد سواء من حرارة الصحراء . فيها الكثير من البهجة والجمال الطبيعي لا مثيل له تتلألأ هذه المدينة القديمة كالجوهرة تحت هواء الجبل النقي، وقد كانت دوماً مصيف الخلفاء والسلاطين والشرفاء والملوك .

تمزج الطائف بين القديم والجديد فتلك المباني العالية البيضاء بنوافذها وأقواسها التي تأخذك إلى زمن آخر تقف بشموخ بالقرب من مباني المكاتب الحديثة التي تضم الوزارات والمؤسسات الحكومية وإدارات الشركات، وتعكس الطائف في ليالي

الصيف المنعشة آلاف الأضواء التي تتنوع من أضواء الطرقات الهالوجينية . والبهرجة الجمالية داخل نفوس زائريها .

والطائف منطقة عريقة في جمالها ويمتد تاريخها إلى أكثر من ألفي عام، وأول من سكنها هم العماليق وكانت تسمى ( وجا) نسبتا إلى وج بن عبد الحي أحد أبناء العماليق، ثم سكنها ثقيف وعمروها وطوقوها بطائف يحميها (سور)، ولذلك سميت بهذا الاسم وأكسبها موقعها ومركزها الحضاري في العصر الجاهلي سمعة عالمية وجعلها مركزا تجاريا بين بلاد الروم والفرس والحبشة واليمن والشام.

والطائف مدينة لا تشبه إلا نفسها لتميزها بتاريخها وآثارها وبطبيعتها واعتدال جوها طوال العام وبحاضرها المتشبع بكل الوسائل والتقنيات العصرية.

وفيها أهم الكنوز الأثرية . انها تضم عددا من الآثار الإسلامية المتميزة من سدود ونقوش وغيرها. ويبلغ مجموع السدود بها نحو سبعين سدا تعتبر لوحة معمارية رائعة، وعليها الكثير من النقوش والآثار والتواريخ الدينية وتشكل جميعها مناظر متناسقة مع الأودية والجبال المصممة فيها.

كما أن هناك كنزا كبيرا يفتخر الطائف به وهو مقلع طمية في حفرة كشف حيث يبلغ عمق الحفرة ما يقارب 300 م وقطرها نحو 1500 م، ويقال إنها حدثت بفعل جرم سماوي كبير ارتطم بالأرض وأدى إلى حدوث خسف كلي لموقع النيزك كما أدى إلى انفجار البراكين من حول الحفرة بفعل الضغط الذي حدث من جراء الارتطام ، الكثير من الناس لا يعرف عنها شيئاً.

ويزورها العديد من السواح من داخل وخارج المملكة خاصة الأجانب المهتمين بالمشاهد الطبيعية ، ومن الأماكن المتميزة في منطقة الطائف السيل الكبير أو ما كان يعرف بقرن المنازل فهي لازالت تحتفظ بمكانتها التاريخية والدينية لأنها ميقات الحجاج.

كما ويعتبر قصر شبرا واحداً من المعالم الأثرية المهمة للطائف وقد استخدمه الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - مكتبا له في صيف كل عام يقضيه بالطائف.

ويعتبر الآن متحفا تاريخيا للطائف، أما مسجد ابن عباس فيعتبر الأقدم في الطائف حيث يعود إلى ما قبل 12 قرناً .

ويعتبر سوق الطائف القديم القلب الحقيقي للمدينة العريقة .

وظهرت قيمة آثار الطائف للمشاهد بعد تشغيل التلفريك، فمن على قمم جبالها الشاهقة وأنت تطل على تهامة من أعلى نقطة في جبل الهدا سترى طريق الطائف - مكة الحجري القديم وتشكل تعرجاته المتعددة عبر انحدار الجبل منظرا رائعا يعكس مدى صعوبة الحياة ومشقتها قديما.

وهذا الطريق الحجري الذي يرجع تاريخه إلى أكثر من ألف سنة يتخلل الجبل في طريقين متوازيين أحدهما طريق الجادة للمشي على الأقدام والآخر طريق خاص بالإبل والبغال . كما امتدت آثار الطائف لتشمل عدداً من القصور حول المدينة مثل بيت الكاتب وقصر شبرا التاريخي الذي يتميز بشكله الشامخ وهندسته العمرانية، ويعتبر من أجمل قصور الحجاز وهو الآن متحف تعرض فيه التحف والآثار.

وهناك قصور أخرى مثل بيت الكعكي وغيرها . حبا الله الطائف بمخزون مائي كبير وتربة جيدة وطقس جميل، مما أدى إلى أن تتمتع ومنذ قديم الزمان بشهرة واسعة لخصوبتها وما زالت الطائف تعتبر من المراكز الزراعية الأساسية في منطقة مكة المكرمة على الصعيدين النباتي والحيواني.

وتعرف الطائف أيضاً بوردها الذي أصبحت شهرته تفوق الوصف ويصدر حالياً للعالم الذي يهتم بتحضير العطور.

وتمتاز تلالها في فصل الربيع بمجموعة جميلة من الألوان تضم الأبيض الناصع والأصفر والزهري والأحمر القاني.

لتحيط الطائف بمعصم من الورود.

هي الطائف عاصمة المصائف .

- محمد عيد الوذيناني