تكتسي مدينة الطائف وضواحيها هذه الأيام حلل البريق بإطلالة الربيع ومن قبله زيارة صاحب السمو الملكي سيدي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة حفظه الله.
إن تشريف سموه لهذه المنطقة بالزيارة لهو قلادة ووسام شرف يمنحه سموه الكريم للطائف المأنوس، فقد شهدت المنطقة في هذا العهد الزاهر ما لم تشهده من قبل من طفرة عمرانية ونمو في البنيات التحتية ومشروعات الخير التي سخرت لخدمة وراحة المواطن في هذه المنطقة.
إن إنسان هذه المنطقة الحبيبة إلى النفس كله ثقة وأمل بأن ولاة الأمر لن يألوا جهداً في جعل هذه المنطقة بقعة سياحية تشرئب إليها أعناق المصطافين والسياح وتكون بديلاً منافساً للمناطق السياحية العالمية بدلاً من شد الرحال خارج الوطن لقضاء العطلات. فتشجيع السياحة الداخلية أولى وأجدى وأنفع للوطن والمواطن، إن طموح سكان الطائف وأشواقهم لا تحدها حدود فهم يحلمون ويمنون النفس بأن يروا مدينتهم وقد اتخذت موقعها الطبيعي بين مصايف العالم التي تهوى إليها الأنفس وتشد إليها الرحال من كل بقاع العالم وليس بقاع المملكة وحسب، فقد حباها الله بخصائص لا تتوافر في كثير من المناطق السياحية في المملكة والعالم حولنا، فهي على مقربة من أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة، كما أنها تمتاز بمناخ معتدل ومزارع مثمرة بها كثير من أنواع الفواكه التي تشتهر بها منذ قديم الزمان مثل العنب والرمان والتين الشوكي والحماط وغيرها.
كما أنها تشتهر بمزارع الورد الطائفي الذائع الصيت. هذه الأشواق وذاك الطموح بحاجة للمزيد من العزيمة والمثابرة من مواطني الطائف في تطوير مرافق المدينة السياحية وقد استبشر أهل الطائف خيراً بمقدم سموه الميمون أميراً لمنطقة مكة المكرمة، وذلك استكمالا لمسيرة الخير في هذا العام والعهد الزاهر عهد ملك الإنسانية مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أطال الله في عمره وأعز به الإسلام والمسلمين وحفظه ذخراً للأمة الإسلامية والعربية.
فالكرة الآن في عهدة أهل الطائف وأخص منهم رجال الأعمال والمستثمرين وأصحاب الرأي والمشورة فنحن أمة (أمرهم شورى بينهم) فعلى كل من يرغب في الاستثمار في مجال الأنشطة السياحية أن يستهدي بأهل الرأي وأصحاب الفكر حتى تطل مشروعاتنا وتتبوأ مكانها عاكسة لواقع المنطقة الثقافي والاجتماعي دون أن تكون معزولة عن العادات والتقاليد التي تمتاز بها هذه المنطقة خاصة تقاليدنا وعاداتنا ومبادئنا الإسلامية والعربية، كما أنها مع محافظتها على عاداتنا وإرثنا الثقافي والحضاري يجب ألا تغفل التحديث وتكون مواكبة للتطور التقني والعلمي والاستفادة من تجارب وخبرات من سبقونا في هذا المجال. فلا أرى بأساً من أن ننهل منهم ما يناسب ذوقنا وعرفنا ومن قبل ديننا وتقاليدنا ونبذ كل ما يتعارض معها أو يخدش شيئاً من موروثنا الثقافي.
كثير من المناطق السياحية حولنا لا تتوافر فيها مقومات السياحة من قبل بل إن بعضها كان صحراء جرداء لا ماء فيها ولا كلأ ولكن بفضل الله وبإرادة إنسانها بعد توفيق الله أصبحت مهوى كثير من السياح ونحن نمتاز بما لم ينالوه ولا ينقصنا إلا العزم.
أنا أنتهز هذه المناسبة السعيدة لأهيب بإخوتي رجال الأعمال أن يهبوا لنداء مدينتهم ويعملوا على نهضتها بالاستثمار فيها وداخل حدودها ليكون النفع لهم ولها وللبلد بصورة عامة، فالمجال رحب والمدخلات متوافرة والخيارات متعددة ولم يبق إلا الإقدام.. والله من وراء القصد.