سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشرت جريدة الجزيرة الغراء يوم السبت الموافق 5-6-1435هـ خبراً حول حادثة القتل الأخيرة التي حدثت بحي السويدي بالرياض قبل أيام، وراح ضحيتها مقيم آسيوي (هندي الجنسية) على يد أحد المرضى الملقب بـ(أبو ملعقة)، الذي سبق له أن تلقى العلاج في مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، نتيجة عدم المتابعة مع الفريق المعالج للحالة حسب المواعيد التي أُعطيت له للمتابعة من قِبل الأسرة. وأود أن أقول إن مثل هذا المواطن مدمن المخدرات قد تكون الأسرة غير قادرة على إحضاره للمجمع في المواعيد المحددة له؛ لأنه خارج عن سيطرتها لكِبَر سنه، وقد يكون يعيش خارج محيط الأسرة، والأسرة لا تستطيع حتى إعطاءه جرعات العلاج المقررة له؛ لأنه هائمٌ على نفسه في الشوارع والطرقات؛ بدليل أن سكان الحي ذكر أحدهم أنهم قدموا بلاغات للشرطة ووزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية من أجل علاجه في مجمع الأمل، ولم يستجِب لهم أحد. ذكرت ذلك إحدى وسائل الإعلام.
ومن هنا يتضح - من واقع الخبرة الميدانية مع متعاطي المخدرات، عندما كنت على رأس العمل، خاصة صغار السن - أن المتعاطي لا يمكن إخلاء سبيله حتى يُشفى تماماً، طالت المدة أو قصرت، مع تطبيق نظام الرعاية اللاحقة بحق المتعاطين من أجل تهيئة الأسرة لذلك، ومتابعتهم بين فترة وأخرى خوفاً من انتكاس حالاتهم مثل (أبو ملعقة هذا).
وإذا لم تُفِد هذه الوسيلة في العلاج يبقى في مركز الإخاء الاجتماعي التابع لوزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية لمتابعة علاجه ما تبقى من حياته حماية له، واتقاء لشره، وحماية لأفراد المجتمع والمقيمين خوفاً من تكرار ما حصل في حي السويدي وغيره من الأحياء، مثلما حصل من (أبو ملعقة).