للدِّفَاعِ عن الوطن وحِمَايةِ ثُغُورِهِ وترابِه المقدَّس مبادئ ومناهجُ وأخلاق تعلو بِأَصْحَابِها وتضعُهُم في منزلةِ المناضلين الصادقين المخلصين. وللدفاعِ عن الوطن وحماية ثغوره وترابه المقدس محطاتٌ ومواقفُ ورموزٌ يُذْكَرُ بها فتزيده علوّاً وسمُوّاً،..
اختار اللهُ رجالاً يُجِلُّون المسؤوليةَ حقَّ إجلالِهَا، لهم مِنَ الطاقاتِ المبدعة والمواهبِ الخلاَّقَةِ ما أَهَّلَهم ويؤهِّلُهم في كل الظروف والمناسبات، إلى تحقيقِ أكبرِ الإنجازات وأهمِّهَا، بالنُّعُوتِ التي تستجيبُ لأماني وأهداف كُلِّ شرائح المجتمع،.. يعملون ضمن استراتيجيةٍ مخطط لها، وينفذون تعليماتٍ مُحدّدة، ركنها الركين الوطن أوَّلا ً وأخيراً واستشرافُ آفاقِ المستقبل والاستفادة من الآفاقِ الرَّحبة لثقافةِ الآخرين وتجارُبِهم وطُرُقِ عملِهِم، وما أحرزُوهُ في مُخْتلفِ مَجَالاتِ التنميةِ والعِلْمِ والاقتصادِ والمعرفة.. وهي استراتيجيةٌ تُحْسَبُ لكلِّ حيثيّات الدفاعِ عن الوطن حسابها، وتنظر، بانتباهٍ إلى مطالبِ ومسارات المجتمع الذي يطمحُ دائماً إلى أنْ يكون في أوائلِ المجتمعات الحديثة، ويُحَثُّ فيه الكفاءاتُ وأصحابُ المبادراتِ والمرأةُ والشبابُ والعاملون بسواعِدِهم وأدمغتِهم والعاملون بالفِكْرِ والمستقرُّون في القرى والهجر والمراكز وفي المدن على حَدِّ سواء..!
إنَّها استراتيجيةُ الطموح والتحدِّي الهادفة دائِماً، وإنَّهُ الدفاعُ عن الوطن المتواصل، المتبصِّر، الملتزمِ بالثوابت، الذي ينتمي إليه الصادقون المؤمنون بحَاضِرِ وَمَاضِي ومُستقبلِ الوطن وعلى رأسِهم سيَّدِي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسيدي صاحبِ السُّمُوِّ الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرِ الدفاع، وسيِّدِي صاحبِ السموِّ الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وليِّ وليِّ العهد النائبِ الثاني لرئيس مَجْلِسِ الوزراء المستشار والمبعوث الخاصِّ لخادم الحرمين الشريفين .
صَبَاحُ يومِ الثلاثاء 29 - 6 - 1435هـ يومِ «سيفِ عبدالله» التاريخي اندفعُ جنودُنا البواسل - بمشاركةِ أعدادٍ كبيرة من الوحداتِ العسكرية من كافّةِ أفرُعِ القوات المسلحة وعددٍ من القطاعَاتِ العسْكَرِيَّةِ الأخرى - بقوّةِ عقيدتِهِم وَرُسُوخِ إيمَانِهِم وَسِعَةِ ثَقَافَتِهِم وَتَعْلِيمهم في ثلاث مناطق في المملكة (المنطقة الجنوبية، والمنطقة الشرقية، والمنطقة الشمالية) ؛ ليعبِّرُوا عن استعدَادِهِم التام والدائم لصدِّ أَيِّ عدوانٍ تتعرّضُ له أراضي وطنِهِم المقدسة وإيثارِهِم بذل أرواحهم في سبيل الذود عن المقدسات ورَدْعِ كُلِّ من تُسَوِّلُ له نفسُهُ التعدِّي على أمنِ واستقرار هذا الوطن الكبير ( المملكة العربية السعودية ).
برعايةٍ كريمةٍ منْ صَاحِبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ سلمانَ بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مِثْلَمَا سَارَعَتْ كُلُّ القوى الحَيَّةِ لتعبرَ عن مسانَدِتَهَا وتأييدِهَا ودعمِهَا لهذه التظاهرة والتفَافِهَا حولَها وحولَ قائدِ هذا الوطن وَرَمْزِهِ خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ عَبْدِالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيَّدهُ الله وألبسه لِبَاس الصحة والعافية ـ. فَأَضْفَى حضورُ الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ خالد الجراح الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع بدولة الكويت، والفريق أوّل رحيل شريف قائد الجيش الباكستاني، ومحمد بن ناصر الراسبي أمين عام وزارة الدفاع بسلطنة عمان. على هذه التظاهرة، وَجْهَاً آخَرَ من وُجُوِهِ الدَّعْمِ والمُسَاندة، وهي المُسَاندة المستندة إلى تقديرِ هذا الوطنِ الخيِّرِ الذي شمل خَيْرُهُ بلادَ الإسلامِ والمسلمين.
إنَّ هذه التظاهرة والتي عُدَّتْ أكبرُ مناورةٍ عسْكَرِيَّةٍ مشتركة في تَارِيخِ القوّات المسلحة لمْ تُكُنْ - في يقيني - من باب إطارِ فرْد العضلات أو نِيَّةِ الاعتداءِ على أحد أو سَيَاسة الضغط وإخافة الخصوم ، بل كانتْ، اطمئِنَاناً على القوَّاتِ المسلحة وتدريباتِهَا عند نشوبِ المعركة، وتكميلاً للنهجِ التدريبيِّ الذي تخضعهُ القواتُ المسلحة لرجالِها، ممثلة بأفرُعِهَا الأربعة: البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي.
بالإضافة إلى وحداتٍ مِنَ الحرس الوطني، وَعَنَاصِرَ من وزارة الداخلية. وقبل ذلك وبعده رغبة في ترسيخ الأمن وتحقيق الاستقرار وحماية النهضة الحضارية التي يشهدها الوطن بالمشاركة الفعالة فيها، وتعزيز الدفاع عن مصالح الأمة.
وقد لَقِيَ « سيفُ عبدالله « التجاوبَ الواسعَ والمساندةَ الكثيفة في المشاعر والانطباعات والأحاسيس من أبناء هذا الوطن في مناطقَ ومُدِنِ ومحافظات مملكتِنَا الحبيبة مِنْ شمالِنَا لجنوبِنَا ومِنْ شَرْقِنَا لغرْبِنَا لِوَسَطِنَا؛ لأنَّهُ عَبّرَ بقوة، عَنْ طموحاتِهِم وتطلَعاتهم المختزنة التي تَتَمَاوَجُ في شرفِ الدفاعِ عن هذا الوطن الذي عاشوا تحت أديم سمائِهِ ونَعِمُوا بخيراتِه.
لقد أكَّدَتْ لنا هذه التظاهرة وَآلِيَّاتِهَا فيما يخصُّ العملياتِ المشتركة على رَفْعِ الجاهزيّة وتطويرِ القُدُرَات وإثراء الخبرات العسكرية, لتحقيق التكامل المنشود, والعمل ِعلى تطبيقِ الإجراءاتِ كافة, وتنفيذِ الواجبات المطلوبة بِمَهَارَةٍ عاليةٍ على أعْمَالِ الدِّفَاعِ والهجوم على النقاطِ والأهداف الحيوية, بِمَا يَنْعَكِسُ على حسن الأداء وتحقيقِ التفاهُمِ والانسجام في تنفيذ العملياتِ العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة والدفاع الجوي، وكذلك للحرَسِ الوطنيِّ وقطاعَاتِ وزارةِ الداخلية في هذا الوطن الأشمّ. فيما جاءتْ مشاركةُ عَدَدٍ كبيرٍ من الطائراتِ والسُّفُنِ والمرْوَحيّات والمعدات الأرضية بمختلف أنواعها، والمركبات القتالية والدبَّابات ومنظوماتِ الصواريخِ المُضَادّة للطائرات. وَاضِحَاً أكَّد الالتزامَ اتجاه المسؤوليات بتعزيزِ الجاهزية العسكرية والقدرات المتطورة في تنفيذِ المَهَامِّ العسْكَرِيّةِ المتعددة عَلَى مُخْتَلَفِ أصْنَافِ الأسلحة الحديثة والتكتيكاتِ والخُطَطِ العسكرية التي تُدَارُ بِأَحْدَثِ أنظمة التكنولوجيا المتطورة.
وَمِثْلَمَا كان «سيف عبدالله» يأتي في مرْحلةٍ راهِنَةٍ بروحٍ جديدةٍ ورُؤْيَةٍ جديدة وإيمَانٍ جديد ومُتَجَدِّد؛ فإنَّ القوّاتِ المسلَحةَ السعوديةَ والقطاعاتِ الأخرى المساندة أثبتَتْ بما لا يدعُ مَجَالاً للشكِّ امتلاكها كفاءة عملياتية وتستطيع العمل تحت مُختلفِ الظروف وفي كلِّ الأمكنة والأزمنة.
ولا يَسَعُنَا - بَعْدَ حمد الله وشُكْرِه - إلا أنْ ندعُو بأَنْ يحفظَ هذا الوطن وقادَتَهُ الأوفياء، وَأَنْ يُديمَ وحدَتَهُ وتضَامُنَهُ، وَأَنْ يدرجنا بهم إلى مدارج النجَاحِ والسؤدَدِ والرُّقِيِّ والاستقرار والتنمية، وَأَنْ يقْطَعَ دابرَ المتآمرين، وَمَنْ يحاولُ الإخلالَ بِأَمْنِهِ والنيلَ منه. إنَّهُ وليُّ ذلك والقادر عليه.